تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية مطلب المرحلة الراهنة، لكن
فيما يخص زيوت الطعام فإن مصر مازالت بحاجة إلى بذل كثير من الجهود ووضع خطة واضحة
المعالم لها، خاصة أنها تستورد النسبة الأكبر الزيوت النباتية، والإنتاج المحلي لا
يصل إلى 5% من احتياجات السوق.
ووضع الخبراء مجموعة من المقترحات من شأنها توطين زراعة المحاصيل الزيتية
وتنظيمها، بما يلبي احتياجات السوق، وتوفير نحو 10% من الاستهلاك بحلول 2025.
بدائل تقليل الاستيراد
قال زكريا الشافعي، رئيس شعبة الزيوت بغرفة الصناعات الغذائية، يجب البحث
عن بدائل لتقليل الاستيراد من الزيوت، وذلك بالاتجاه إلى زراعة المحاصيل الزيتية.
كما أوضح «الشافعي» في تصريحات خاصة لـFood Today، أن حجم الاستهلاك الشهري من الزيوت يسجل
نحو 180 ألف طن شهريا من زيوت الطعام.
شدد على أهمية إطلاق استراتيجية طويلة الأمد لزراعة المحاصيل الزيتية،
والتي ستضمن توفير هذه السلعة الاستراتيجية بالإضافة إلى الاستفادة من القدرات
الحالية لدى المصانع التي تعتمد على الزيوت المستوردة، لتوفير منتج محلي عالي
الجودة وبسر تنافسي.
حظر تصدير الزيوت والفول
وأصدرت وزارة التجارة والصناعة قرارا بحظر تصدير الزيوت والفول والعدس والمكرونة،
لمدة 3 أشهر جديدة، مع السماح بتصدير الكميات الفائضة عن احتياجات السوق المحلي
والتي تقدرها وزارة التموين والتجارة الداخلية بعد موافقة وزير التجارة والصناعة.
قال جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، يجب الاتجاه إلى
التنوع في زراعة المحاصيل الزيتية، واتجاه إلى الأنواع عالية الإنتاج وقليلة
التكلفة.
ومن جانبه قال فريد واصل نقيب المنتجين الزراعيين، إن التسعير العادل للسلع
يعتبر أهم الحوافز التي ستشجع المزارعين نحو المحاصيل الاستراتيجية سواء من القمح
أو المحاصيل الزيتية.
ووضع آملا على مساهمة قانون الزراعات التعاقدية في التوسع في المساحات
الخاصة بالمحاصيل الزيتية من بذور عباد الشمس وغيرها من خلال وضع سعر مسبق في
العقود المبرمة بين الشركات المنتجة للزيوت والمزارعين.
ومن جانبه شدد عبد السلام الجبلي، رئيس لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ، خلال
تصريحات صحفية له، على أهمية أعداد دراسة وافية بكافة المتطلبات الخاصة بالزيوت،
وحجم الاستهلاك، والمساحات المطلوبة، بالإضافة إلى وضع خطة واضحة للتنفيذ.
واهتم الخبراء أيضًا بتسليط الضوء على أهمية اتباع الأساليب التكنولوجية في
الزراعة، بالإضافة إلى تأسيس بنية تحتية قوية ومعاملات ما بعد الحصاد للمحاصيل
الزيتية، وفقا لما قاله نبيل درويش، رئيس اتحاد منتجي الدواجن السابق.