400 مليون دولار صادرات.. «الخضروات والفاكهة المجمدة» القصة ومافيها

38 مصنعا يعمل في تجميد وتجفيف الخضروات والفاكهة في مصر

400 مليون دولار حجم صادرات القطاع.. والسعودية أكبر الدول المستوردة

مواسم تخزين الخضروات.. الثوم في مارس والملوخية حتى شهر سبتمبر

أصبح تناول الأصناف المختلفة من الطعام غير مرتبط بموسمها، فعلى الرغم من ارتباط "طاجن البامية البيتي" بفصل الشتاء إلا أن زراعة وحصاد البامية تتم في فصل الصيف ويتم تخزينها في أوقات حصادها، والحال ليس على البامية وحدها.

فمع عشق السيدات المصريات للأكل البيتي، ومع ضيق الوقت لتحضير وتخزين الخضروات أصبحت مصانع الخضروات والفواكه المجمدة، اليد اليمنى لربات البيوت لتوفير الوقت والجهد، حيث تعمل هذه المصانع كخلية نحل طوال أيام السنة ،وتستغل جميع المواسم لتخزين أهم خضروات وفواكه الموسم.

كواليس التصنيع

يقول إبراهيم بشاري، رئيس مجلس إدارة شركة البشاري للصناعات الغذائية، والتي تعمل في مجال تصنيع الخضروات والفواكه المجمدة، إن الصناعة تمتلئ بالكواليس والخطوات، حيث تبدأ باختيار الخضار الطازج الجيد، حتى لا يتغير لونه أو قوامه بعد التخزين.

وبعد غسل الخضار جيدا، يتم وضعه في غلايات لا تزيد درجة حرارتها عن 38 درجة، لمدة تتراوح بين 3 و5 دقائق بحسب نوع الخضار، وتستخدم هذه الخطوة لقتل البكتيريا ولكن لا يترك حتى تمام النضج.

وتستخدم أغلب المصانع حمض الستريك كمادة حافظة يتم إضافتها لمدة السلق لكي تحتفظ الخضروات والفاكهة بلونها الطازج، وخاصة في الخضروات التي يتغير لونها كالبامية والبطاطس، بحسب بشاري.

وبعد تصفية الخضروات جيدا لضمان عدم التصاقها ببعض، تدخل في خط التجميد، ثم يتم تعبئتها في أكياس ذات مواصفات صحية تتحمل التخزين.

وتخضع الخضروات للتجميد على مرحلتين، الأولى وتسمى التجميد السريع، وهي مرحلة ما قبل تعبئتها، والمرحلة الثانية هي مرحلة التجميد البطيء ويتم خلالها تخزين السلعة لفترت داخل المبردات لضمان جودتها.

وأوضح بشاري، أنه يتم تخزين كل صنف حسب موسمه، لضمان أفضل طعم بعد التخزين، وأفضل سعر، حيث تنخفض الخضراوات والفاكهة في مواسمها.

وأضاف أن هناك أصنافا كالملوخية يتم فرمها قبل تعبئتها، ولتخفيف سمكها يتم إضافة الماء لها كي يصبح قوامها انسيابي.

مواسم التخزين 

تخزن المصانع الثوم البلدي في الفترة من شهر مارس حتى إبريل، ومن شهر مايو حتى شهر يوليو يخزن البصل، ويتم تخزين البطاطس من شهر يوليو حتى أكتوبر، وتخزن الفاصوليا طوال العام.

يتم تخزين البامية طول موسم الصيف، وتجمد الملوخية وتخزن من شهر مايو حتى سبتمبر، وتجمد السبانخ من شهر نوفمبر حتى مارس،أما الجزر والقلقاس يتم تخزينهم في شهر نوفمبر، بحسب بشاري.

تصدير ورق العنب 

يقول بشاري، إن موسم تخزين ورق العنب يبدأ مع نهاية فصل الصيف، ويتم تخزينه بطريقة مختلفة لضمان بقاءه فترات أطول، حيث يتم وضحه في محلول ملحي بعد غسله جيدا، ويوضع في جالونات كبيرة سعة الجالون الواحد نحو 12 كيلو.

ولفت أنه يراعى عند تخزين ورق العنب عدم ترك مجال للهواء حتى لا يصيبه التعفن،

وتشتري الشركات الصغيرة هذه الجالونات وتعيد تقسيمها مرة أخرى على برطمانات صغيرة، وتصدر مصر ورق العنب في صورة جالونات أيضا، وتعتبر السعودية من أكبر مستوردي الورق العنب المصري، بحسب بشاري.

ربح المصانع

يوضح رئيس شركة البشاري أن المصانع تضع هامش ربح يساوي 10% من قيمة المنتج، فمثلا تكلفة تخزين كيلو من البامية 30 جنيها، يكون هامش ربح المصنع 3 جنيهات، على عكس الملوخية، فالكيلو يسجل 6 جنيهات، يكون هامش الربح أقل من جنيه.

السوق المحلي

أشار بشاري، إلى أن صناعة تجميد وتجفيف الخضروات والفاكهة ازدهرت خلال الـ 5 سنوات الماضية، حيث يعمل في السوق المحلي نحو 38 مصنعا، مقارنة بـ 18 مصنع خلال 2018، ومن أشهر الشركات التي تعمل في القطاع، (بسمة ومونتانا وجيفركس وفرجلو).

ونوه رئيس مجلس الإدارة أن أكياس الخضروات المجمدة تتوافر بشكل أكبر في السلاسل الكبرى، وتوجد بكميات محدودة في محلات السوبر ماركت الصغيرة، وأغلب الإقبال على شراءها من السيدات العاملة.

"السحب على شراء الخضروات المجمدة يكون في أيام العطلات وهو ما يوحي بأن المرأة العاملة هي أكثر فئة طلبا عليها"، بحسب بشاري.

صادرات مصر

يقول هاني برزي، رئيس المجلس التصديري للصناعات الغذائية، إن قطاع الخضروات والفاكهة المجمدة شهد تطورا ملحوظا خلال الفترة الماضية، حيث زادت صادرات هذا القطاع بنحو 7% خلال 2021 ،بقيمة اجمالية تصل إلى 400 مليون دولار.

وأوضح برزي أن من أهم صادرات مصر هي الفراولة والخضار المجمد بأنواعه والخرشوف والبروكلي المجمد، لافتا أنه تم تصدير خضار مجمد خلال عام بنحو 140 ألف طن بقيمة 160 مليون دولار، مشيرا إلى أن مصر صدرت 81 ألف طن بطاطس مجمدة، موضحا أن السعودية والامارات والكويت وألمانيا من أهم الأسواق المستوردة للخضار المصري المجمد.