هل سمعت يومًا عن «اللحوم المستنبتة» أو بمعنى أدق اللحوم المزروعة؟.
الإجابة: «رُبما لا».. يدور في أذهان القارئ في تلك اللحظة بمجرد قراءة سطور السابقة العديد من التساؤلات الهامة، أبرزها طريقة زراعة اللحوم، وهل تُغني عن اللحوم الحية والحيوانات.
وفي الوقت الحالي، تبحُر سفينة الأفكار والابتكارات بسرعة جنونية، من قبل عُلماء الدول الغربية، للوصول إلى طريقة لتنفيذ بها أحلام الملايين إلى الاتجاه نحو اللحوم البديلة «المستنبتة والمزروعة».
حقيقة الأمر
وتعتبر اللحوم «المستنبتة والمزروعة»، في حقيقة الأمر، هي لحوم حقيقية، وبديلة عن ذبح ملايين الحيوانات، حماية للمياه والأراضي الزراعية، وحماية الغابات التي أصبحت مهددة بالهدم.
وتعمل اللحوم البديلة «المستنبتة والمزروعة»، على زراعة الخلايا من خلال الحصول عليها من خزعة حيوان أو قطعة لحم طازجة أو بنك خلوي، وبعدها يتم إنتاج اللحوم وفقا لعمليات إنتاجية قائمة على هذه الخلايا داخل «المختبر» المعامل، ومنشآت الإنتاج الحيواني.
اللحوم المزروعة
ويسعى جوش تيتريك، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «Eat Just» لتوافر اللحوم المزروعة في المختبر في كل مكان من المطاعم، وتقديمها للباعة وسلاسل الوجبات السريعة.
ويرى عدد من الباحثين، أن عملية زراعة اللحوم مكلفة للغاية، إلا أن البعض الآخر من رواد الأعمال، لديهم رأي آخر، يتمثل في أن عملية التصنيع سيصبح أكثر كفاءة وأقل تكلفة، في حالة تحول المستهلك إلى اللحوم المزروعة، وأن هذا يساعد في تقليل غازات الاحتباس الحراري من الزراعة بالإضافة إلى تخفيف تغير المناخ.
مدة الانتشار
وقال جوش تيتريك، في تصريحات له، إن عملية اللحوم المزروعة وتحول المستهلك إليها من الممكن أن تستغرق 30 عامًا أو أكثر وأن هذا الأمر متروك للشركات مثل شركة Eat Just للقيام بجميع الأعمال من بناء القدرات الهندسية إلى التواصل مباشرة مع المستهلكين، واقناعهم كيف يمكن أن يعود هذا الأمر بالفائدة على حياتهم.
وفي ذات السياق، قال نيك كوني، الشريك الإداري في «LeverVC» التي تعمل في مجال اللحوم، إن هناك العديد من الشركات في هذا المجال تجري أبحاث تجريبية واسعة النطاق، ذلك لإنتاج كميات كبيرة جدا من منتجات اللحوم المزروعة، ويتضمن ذلك الكثير من النفقات الرأسمالية التي تستغرق الكثير من الوقت.
زيادة الإنتاج
وأعلن قسم Good Meat التابع لشركة «Eat Just» عن زيادة رأس مال الشركة بمبلغ قدره حوالي 267 مليون دولار العام الماضي، وذلك لبناء أنظمة تساعد في زيادة الإنتاج في كل من الولايات المتحدة وسنغافورة، وتقوم الآن بالتصنيع، بهدف تشغيل هذه المعدات في العاميين المقبلين.
وأعلنت الشركة في أغسطس الماضي، عن نيتها لبناء منشأة في قطر، بالشراكة مع Doha Venture Capital وهيئة المناطق الحرة في قطر، ولكن ستكون هناك حاجة إلى مزيد من رأس المال لبناء مفاعلات حيوية كبيرة لتوسيع نطاقها.
المنتجات المزروعة
ووفقا لمجموعة The Good Food Institute البحثية غير الهادفة للربح، أن هناك أكثر من 100 شركة ناشئة تعمل على منتجات اللحوم المزروعة، كما تعمل الشركات الكبرى على زيادة عملياتها الخاصة.
واستحوذت شركة JBS الرائدة في مجال الأغذية والبروتين العالمي، خلال الأيام الأخيرة بالعام الماضي، على Biotech Foods، وقامت باستثمار 100 مليون دولار لدخول سوق اللحوم المزروعة وبناء مركز للبحث والتطوير في البرازيل.
تغيير المناخ
وركزت الشركة الإسبانية للتكنولوجيا الحيوية والمتخصصة في مجال الأغذية المزروعة، على تطوير التكنولوجيا الحيوية لإنتاج اللحوم المزروعة، وذلك بعد أن أظهرت الأبحاث تخوفات عدد كبير من المستهلكين والقلق بشأن تغير المناخ ورغبة في تغير عاداتهم الغذائية.