ظاهرة هدر الطعام أصبحت تهدد العالم،
إذ كشفت العديد من الاحصائيات، بأن حوالي ثلث إنتاج الغذاء العالمي يتم هدره
سنويًا، حيث تنتج المطاعم وحدها أكثر من 33 مليار رطل من نفايات الطعام كل عام، ولاسيما
مع وجود العديد من الأشخاص الذين يعانون من عدم توافر الأغذية الأساسية.
ومع
تزايد الوعي بالحفاظ على البيئة، إلى جانب الاهتمام الزائد بالصناعة الرائدة في الوقت
الحالي بإعادة التدوير، والذي تتجه إليه العديد من الشركات والسلاسل التجارية، بما
في ذلك بيبسيكو ويونيلفر، وسينسبري.
فقد خرجت شركة أسترالية عن المألوف، بل وعملت ما لاي يخطر على البال، حيث قامت
بتحويل نفايات الفاكهة الفائضة إلى مكونات عالية الجودة لقطاعات المغذيات والأغذية
ومستحضرات التجميل، مستهدفة بذلك تطوير المنتجات المطلوبة في السوق، مع القيام بشيء
مفيد للكوكب.
لعلك تفكر الآن كيف جاءت هذه الفكرة الغير مألوفة إلى شركة Extracta؟
وبالتطرق إلى الشركة، فقد أوضح الرئيس التنفيذي للشركة، أن تلك الرؤية جاءت من
خلال إيجاده مستويات
عالية من نفايات الطعام، إذ يتم التخلص من 60% من محاصيل الحمضيات (اليوسفي،
والبرتقال، والليمون) في مناطق كوينزلاند، في حين يعاني الناس من الجوع وارتفاع
أسعار المواد الغذائية.
7.3 مليون طن من مخلفات
الطعام
ليس هذا فقط، بل أفاد برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن هناك حوالي 2.5 مليار طن من
الخسائر الزراعية العالمية، مما يزيد من البصمة الكربونية.
وفي
أستراليا، تقدر شركة Extracta أن 7.3 مليون طن من الغذاء يتم إهداره
سنويًا، مما يكلف الاقتصاد حوالي 36.6 مليار دولار أسترالي (23.49 مليار دولار
أمريكي) سنويًا.
إطعام المزيد من الأشخاص مع ثبات البصمة الإلكترونية
ونتيجة
لذلك، فـ تتمثل رؤية الشركة في استخدام كل ما تم التخلص منه، حيث من الممكن أن تظل
البصمة الكربونية لأستراليا على مستوى العالم كما هي، ولكنها في النهاية ستعمل على
إطعام مزيد من الأشخاص.
طاقة وكربون وألياف غذائية ومنتجات مرض السكري حصيلة نفايات قصب السكر
تستخدم Extracta قصب السكر المهدور والعنب والحمضيات، ولكن قصب
السكر هو أكثر ما آثار اهتمام الشركة، حيث يتم فقدان ما يصل إلى النصف أو حتى ثلثي
المحصول الأساسي لقصب السكر، ويتكون من 15% ألياف غذائية، و15% سكر والباقي ماء، ليتم
التخلص من الأجزاء الصالحة للأكل إلى النصف او أكثر تقريبًا.
ونظرًا لأنه يحتوي على قاعدة السليلوز، يتم حرق نفايات قصب السكر لإنتاج الطاقة
والكربون، في حين يستخدم Extracta قصب السكر لإنتاج الألياف الغذائية ومنتجات
مرض السكري.
ومع ذلك،
يمكننا أن نطرح سؤالاً الآن كيف تجد الشركة المواد الخام الجديدة؟
مصادر
نفايات الطعام
للعثور على
مواد خام جديدة للتحويل، تأخذ شركة Extracta عينة من النفايات الزراعية وبعضها من
المعالجة الأولية، مثل قشر البرتقال من صناعة العصير، لتقوم بعد ذلك بتحليل تلك
العينات، والتي يمكن أن تختلف من محصول إلى آخر وحتى من عملية إلى أخرى، وتحديد ما
إذا كان هناك شيء يمكننا استخدامه.
كما تحاول الشركة استخدام كل عنصر من عناصر المواد الخام التي تحصل عليها حتى لا
تنتج نفايات، ثم تتحقق مما إذا كان هناك سوق، وما
إذا كانت هناك أيضًا درجات مختلفة للمنتجات في السوق.
ولم تكتفي Extracta بهذا فقط، بل قامت بتعيين أحد
الموظفين لإجراء تحليل السوق، وتحديد الأسعار والدرجات والأنواع، والعملاء
المحتملين، والعائد الذي قد يحصلون عليه، وما إذا كان بإمكانهم الحصول على إمدادات
موثوقة من المواد الخام.
معالجة
فعالة من حيث التكلفة
تعمل Extracta أيضًا على تطوير العمليات والتكنولوجيا لأخذ العناصر الغذائية من
نفايات الطعام، وإنتاج مكونات جديدة مع جعلها فعالة من حيث التكلفة في نفس الوقت.
كما تحتفظ منتجات الشركة بالفيتامينات
والمواد المغذية المتاحة، وهي غنية بشكل طبيعي بالبوليفينول ومضادات الأكسدة
والمعادن والأحماض الأمينية الأساسية.
استجابة السوق
وفي سياق متصل، تعمل الشركة على إنتاج مجموعة من المكونات التي يرغب بها
العملاء، حيث تزايد أعداد المستهلكين الذين يرغبون بزيادة الألياف الغذائية، لذلك
كان من السهل بيع الألياف الغذائية المستخرجة من التفاح والحمضيات وقصب السكر.
هل من
الممكن أن تكون لهذه المصادر فوائد؟
فوائد صحية عديدة
تركز الشركة على اختبار المكونات، للتأكد من صحة الأمعاء والميكروبيوم في الجامعات
ومختبرات الشركة، إذ تقوم باختبار نسبة السكر في الدم والصحة العقلية ومتلازمة
القولون العصبي وغيرها من الفوائد الصحية، إلي جانب البحث عن ملوثات.
بالإضافة
إلى ذلك، وجد أن التأثير الأكبر للمنتجات يركز على الالتهاب، مما يؤثر بشكل مباشر على صحة المناعة،
توسيع
التركيز على الصناعة
ويأتي أهم ما يمكن التركيز عليه، أن الشركة تسعى الآن لإعادة تدوير مواد نفايات الطعام الجديدة بطريقة فعالة من حيث
التكلفة، مثل الموز والأناناس ونواة الخوخ والمشمش، علاوة على البحث عن فرص في
صناعات المخابز والحيوانات الأليفة.
إذ وجدت الشركة أن بعض المكونات يمكن أن تنتج فوائد صحية وتجارية كبيرة في السلع
المخبوزة، من خلال تحسين مستويات مضادات الأكسدة بشكل كبير، فـ على سبيل المثال،
يمكن لقصب السكر أن يحسن بشكل كبير إنتاجية عجينة الخبز لاحتفاظه بالمياه.
ومع هذا التطور الملحوظ والمثير للاندهاش،
هل من الممكن أن نري خطة مماثلة في مصر؟
أقرأ أيضًا:
ظاهرة هدر الطعام باتت تهدد العالم... فما هي الأساليب التي يجب أن تتبعها المطاعم للحد من ذلك؟
"سينسبري" يخرج عن المألوف ويطرح أناناسًا بدون رأس لتقليل النفايات
لمكافحة هدر الطعام وتعزيز الممارسات المستدامة... تعاون مشترك بين Blendhub وUpfood