من صانع زجاج إلى رائد أعمال غذائي.. قصة هنري نستلة

في عالم يسعى فيه الجميع لتحقيق الربح، هناك قصص تذكرنا بقيمة الإنسان، قصة هنري نستلة هي واحدة من تلك القصص. 

فمن خلال تركيزه على حل مشكلة بسيطة، وهي سوء التغذية عند الأطفال الرضع، تمكن من بناء إمبراطورية غذائية عالمية.

ولد هنري نستلة في فرانكفورت عام 1814 ضمن أسرة كبيرة، مما دفعه للعمل منذ صغره في صناعة الزجاج. 

ورغم ذلك، تمكن من إكمال دراسته الجامعية في مجال الكيمياء والصيدلة.

بعد تخرجه، انتقل نستلة إلى سويسرا حيث عمل في مجال الصيدلة، واستغل خبرته لإنشاء أول مصنع له لإنتاج مركبات الأعشاب.

في منتصف القرن التاسع عشر، استمع هنري نستلة، إلى قصة مؤثرة عن طفل يعاني من سوء التغذية بسبب رفضه للرضاعة الطبيعية. 

هذا الحادث ألهم نستلة لتطوير غذاء بديل للأطفال الرضع، فقام بصناعة مزيج من الحليب البقري والدقيق والسكر، ليقدم بديلاً صحياً وغنياً بالعناصر الغذائية.

صعوبات البداية

لم يحظى منتج نستلة الجديد بالقبول المرجو في البداية، إلا أن إصراره وتصميمه على مساعدة الأطفال دفعاه للمضي قدماً.

بداية النجاح 

جاءت نقطة التحول الحقيقية في عام 1867، عندما نجح منتج نستلة في إنقاذ حياة طفل يعاني من سوء التغذية. 

هذه التجربة الناجحة كانت بمثابة شرارة الانطلاق لشركة نستلة.

على مدار أكثر من قرن، استمرت نستلة في النمو والتوسع، لتتحول إلى واحدة من أكبر شركات الأغذية في العالم.

اليوم، تقدم نستلة أكثر من 8500 نوع مختلف من المنتجات الغذائية وتملك أكثر من 489 مصنعاً حول العالم.

قصة نستلة هي قصة نجاح مبنية على الابتكار والإنسانية. 

فمن خلال التركيز على توفير الغذاء الصحي للأطفال والعائلات، تمكنت نستلة من ترك بصمة واضحة في عالم الأغذية.