عند الإقامة في فندق قديم، لا تكون التجربة مجرد مبيت في مكان تاريخي، بل هي رحلة حقيقية إلى قلب العصور الماضية، حيث تمتزج العراقة بالفخامة.
العديد من هذه الفنادق كانت قصورًا للأمراء والسلاطين أو محطات للمسافرين والتجار، ونجحت في الصمود أمام تقلبات الزمن، من الحروب إلى التغيرات الثقافية، لتبقى شاهدة على التاريخ وحافظة لروح المكان.
فيما يلي نستعرض بعضًا من أقدم الفنادق في العالم، والتي لا تزال تفتح أبوابها للزوار حتى اليوم، وفقًا لما نشره موقع Daily Passport:
فيلا ديستي – إيطاليا (1568)
تقع في بلدة سيرنوبيو الخلابة، على ضفاف بحيرة كومو، وكانت في الأصل منزلًا صيفيًا لأحد الكرادلة.
تحوّلت إلى فندق فاخر في عام 1873، واستضافت شخصيات بارزة من سلاطين وأمراء إلى مشاهير عالميين. تمتد حدائقها على مساحة 25 فدانًا، وتُبرز هندسة عصر النهضة الإيطالية في أبهى صورها.
ليجون آرمز – إنجلترا (1377)
يقع هذا الفندق في منطقة كوتسوولدز الريفية، ويعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر.
استضاف ملوكًا وشخصيات عسكرية هامة خلال فترات حساسة من التاريخ الإنجليزي، مثل الحرب الأهلية. يتميز بتصميمه الحجري الكلاسيكي، ويوفر أجواء راقية من خلال منتجع صحي، صالة شاي، وحانة تقدم أطباقًا فاخرة.
فندق ألتي جوست – إيطاليا (1142)
في جبال الدولوميت، يقف فندق "ألتي جوست" كواحد من أقدم الفنادق التي ما زالت تُدار من قبل نفس العائلة لستة أجيال.
كان سابقًا محطة للمسافرين القادمين من روما شمالًا.
يقدّم الفندق إطلالات ساحرة على الجبال، ويضم مسبحًا فاخرًا وقبوًا يضم أرقى المشروبات التقليدية.
فندق زوم روتن بيرن – ألمانيا (1120)
يقع في مدينة فرايبورغ، قرب الغابة السوداء، ويتميّز بواجهته الحمراء الشهيرة التي لطالما كانت دليلًا للمسافرين.
رغم تحديثات العصر، لا يزال الفندق يحتفظ بجوهره المعماري الإقطاعي.
ويحتوي على مطعم يقدم أطباق بادن التقليدية، مع لمسة من التاريخ في كل زاوية.
كنوز ثقافية لا تُقدّر بثمن
زيارة هذه الفنادق لا تعني فقط الاستمتاع بالإقامة، بل هي تجربة ثقافية تغني الروح وتعيدك إلى عصور مجدها لا يزال حيًا بين جدرانها.
إنها محطات تجمع بين الرفاهية المعاصرة وروح الماضي التي لا تموت.