منظمة الصحة العالمية لـ «فود توداي»: جرعات الأسبارتام شائعة الاستعمال لا تشكل مصدر قلق.. والكمية الموصى بها 40 ملجم لكل كجم
لوجين سامح
الثلاثاء , 25-07-2023 10:35 ص
AAA
الأسبارتام محلٍ صناعي مشهور موجود في آلاف المنتجات؛ مثل المشروبات
الغازية الدايت والعلكة الخالية من السكر، وهو أكثر حلاوة بكثير من السكر، وقد
تكون حلاوته أكثر بـ 3000 مرة من السكر، وصرحت منظمة الصحة العالمية من أسبوعٍ
مضى، أن الأسبارتام يجب أن يُصنف على أنه من المحتمل أن يكون مادة مسرطنة للإنسان،
إذ أظهرت بعض الأبحاث للوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة
العالمية (IARC)، أنه قد
يكون هناك صلة محتملة بين الأسبارتام والإصابة بالسرطان، (فود توداي) حاورت
الدكتور إبراهيم الجوالدة المستشار الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للتغذية وسلامة
الأغذية، حول الأسباب المباشرة لتصنيف مادة الأسبارتام كمادة مسرطنة، ولماذا ظهرت
هذه النتائج في هذا الوقت تحديدًا، وأسئلة أخرى ستجدها في الحوار التالي.
ما الأسباب المباشرة لتصنيف مادة الأسبارتام كمادة مُسرطنة؟
قالت الوكالة الدولية لبحوث السرطان، إن الأسبارتام من المحتمل أن يكون مُسرطنًا
للبشر استنادًا إلى "بيّنات محدودة" على إصابة البشر بالسرطان وخاصةً سرطان الخلية
الكبدية بالتحديد، وهو نوع من أنواع سرطان الكبد، وكانت هناك أيضًا بيّنات محدودة
على إصابة حيوانات التجارب بالسرطان، وبيّنات محدودة فيما يتعلق بالآليات المحتملة
التي قد تسبّب السرطان.
لماذا ظهرت هذه النتائج التي تؤكد على أن الأسبرتام يحتوي على مادة مُسرطنة
بالتحديد في هذا الوقت؟
بالنسبة لتوقيت النتائج، حسب ما قال الدكتور فرانشيسكو برانكا، مدير إدارة
التغذية وسلامة الأغذية في المنظمة، إن السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة
في العالم، فكل عام يموت شخص واحد من كل 6 أشخاص بسبب السرطان، ويتطور العلم
باستمرار بغرض تقييم العوامل المحتملة التي تسبب السرطان أو تيسّر الإصابة به، على
أمل خفض هذه الأرقام والحد من الخسائر البشرية.
ما الطرق التي استندت عليها الوكالة الدولية لبحوث السرطان لتقييم أثر
الأسبارتام؟
استندت الوكالة الدولية لبحوث السرطان ولجنة الخبراء المشتركة لتقييم أثر
الأسبارتام، عن طريق بيانات علمية جُمعت من طائفة متنوعة من المصادر، بما فيها ورقات
خاضعة لاستعراض الأقران وتقارير حكومية ودراسات أُجريت لأغراض تنظيمية، وقد استعرض
الدراسات خبراءٌ مستقلون، واتخذت اللجنتان خطوات لضمان استقلالية تقييماتهما
وموثوقيتها.
إلى أي مدى تُصنَف مادة الأسبارتام خطرة بحال تجاوز الكمية الموصى بها؟
في البداية، المدخول اليومي المقبول للأسبارتام، يجب أن يبلغ 40 ملجم لكل كجم من وزن الجسم، في هذه الحالة يكون الأسبارتام آمنًا للفرد ضمن هذه الحدود كل يوم، فعلى سبيل المثال، كي يتجاوز الشخص
البالغ الذي يزن 70 كجم المدخول اليومي المقبول من الأسبارتام، يلزم عليه أن يتناول أكثر من 9 إلى 14 علبة من مشروبات الحمية الغازية المحتوية على 200 أو 300
مجم من الأسبارتام يوميًا، على افتراض عدم وجود مدخول آخر من مصادر غذائية
أخرى.
هل جرعات الأسبارتام شائعة الاستعمال تُشكل مصدر قلق؟
أظهرت التقييمات التي أُجريت على الأسبارتام، أنه على الرغم من أن الجرعات شائعة الاستعمال لا تشكل مصدر قلق كبير من حيث مأمونيتها، إلا أنه لوحظت بعض
الآثار المحتملة التي يلزم التحقيق فيها عن طريق إجراء مزيد من الدراسات ذات
نوعية أفضل، إذ أجرت الهيئتان استعراضات مستقلة ولكنها متكاملة بهدف تقييم خطر
السرطنة المحتمل وغيره من المخاطر الصحية المرتبطة بتناول الأسبارتام.
ما رأي خبراء التغذية بالمنظمة في تصنيف مادة الأسبارتام كمادة مُسرطنة؟
أشار أحد خبراء التغذية في المنظمة، إلى أن البيّنات التي تشير إلى وجود
ارتباط بين استهلاك الأسبارتام والإصابة بالسرطان لدى البشر ليست مقنعة، مؤكدًا
أننا بحاجة إلى دراساتٍ ذات نوعية أفضل مع إجراء متابعة أطول واستبيانات غذائية
متكررة للمجموعات القائمة.
ما هي الفئات أو المعايير التي تتبعها المنظمة لتُصنف المواد بأنها
مُسرطنة؟
تصنف المنظمة المواد المسرطنة إلى أربعة مستويات، تعني المجموعة 1 أن
هناك أدلة كافية على الإصابة بالسرطان لدى البشر؛ مثل التدخين وشرب الكحوليات،
والمجموعة 2 أ، وهي للأشياء التي يوجد بها دليل محدود على الإصابة بالسرطان،
والمجموعة 2 ب التي أُدرج الأسبارتام بها، وهي ثالث مستوى من أصل 4 مستويات، وهذا
المستوي يُستخدم عمومًا في حالة وجود بيّنات محدودة، ولكنها غير مقنعة على إصابة
البشر بالسرطان أو بيّنات مقنعة على إصابة حيوانات التجارب به، ولكن ليس كلاهما
معًا.