«ملكة الشتاء».. شوربة العدس «الكنز المفقود»!.. وأسرار التصدير و«التركي والكندي» الأعلى جودة

المصريون القدماء تناولوا «الوجبة».. وبلاد الشام وجدت طريقة لزراعة العدس
أبو صدام: 30 ألف فدان بالدلتا وشمال الصعيد.. والإنتاج «ضعيف»
فاروق: التركي والكندي الأكثر استهلاكًا.. والمستورد أقل سعرًا من المصري
1200 إلى 1600 دولارًا.. سعر استيراد الطن 
3 آلاف جنيه لتحويل «أبو جبة» إلى «الأصفر»

 

 

شوربة العدس..من الأطعمة المفضلة لدى المصريين في فصل الشتاء، باعتبارها تعزز من الشعور بالدفء، وتحتوى على فيتامينات وسعرات حرارية تمد الجسم بالطاقة والوقاية من الإرهاق والتعب المستمر.

وتستورد مصر أكثر من 98% من العدس وفقًا لوزارة الزراعة، ويعد العدس التركي والكندي الأعلى جودة بين الأصناف المستوردة، كما يحرص الأفراد على تناول شوربة العدس في الشتاء لذلك يرتفع استهلاكه بقوة مقارنة بالفصول الأخرى، حيث تستورد مصر نحو 160 ألف طن عدس سنويًا.

العدس المصري

زراعة العدس المصري

ويتناول التقرير التالي، رحلة العدس من الزراعة والاستيراد وتحويله إلى العدس المجروش «الأصفر» حتى يصلح للاستخدام في طبق الشوربة.

 

أكل المصريون القدماء العدس منذ عصور ما قبل التاريخ وقبل حوالي 4 آلاف عام قبل الميلاد، ووفقًا للدراسات التاريخية، وُجدت مخطوطات في بلاد العراق والشام قديمًا موصوفًا بها طريقة زراعة العدس، كما تطورت طرق إعداد طبق العدس في المطبخ المصري حتى وصلت إلى نكهات متنوعة خلال الفترة الحالية.

 

خطوات زراعة العدس

ويعد العدس من المحاصيل الشتوية ولا يُقبل المزارعين على زراعته في مصر، لغياب الخبرات الكافية لديهم، لاسيما أن العدس المستورد أرخص من المصري «البلدي» في الأسواق، وفقًا لتصريحات حسين أبوصدام نقيب الفلاحين لـ«Food Today».
وأضاف أن العدس يُزرع في مساحات قليلة تتراوح بين 20 إلى 30 ألف فدان ببعض مناطق الدلتا وشمال الصعيد، ولكن إنتاجية الفدان ضعيفة وتصل إلى نحو طن واحد أو أقل.

وأكد «أبوصدام» أنه يجب أن يصل سعر طن العدس البلدي إلى نحو 30 ألف جنيه ليتماشى مع الزيادات العالمية، كما أن سعره في الأسواق أعلى من المستورد، لذلك الإقبال على شرائه ضعيف، وهو ما يؤكد الإقبال على الأخير في الشتاء إذ يرفع استهلاك العدس إلى 70% مقارنة بالصيف.

العدس الكندي

 

وقال فاروق محمود، رئيس مجلس إدارة شركة الأمير لتصنيع الحاصلات الزراعية، إن أبرز الدول التي تستورد مصر منها العدس هي كندا واستراليا، وتختلف تكلفة استيراد الطن وفقًا لمدة الشحن أو توقيت الاستيراد، ويتم استيراده في أوقات متنوعة طوال العام وأبرزها شهري نوفمبر وديسمبر، كما أن العدس الكندي هو الأكثر استهلاكًا في مصر وهو أعلى جودة من الاسترالي.

 

أضاف في تصريحات لـ«Food Today» أن العدس الأحمر أو الأصفر كما هو مشهور في مصر هو الأكثر استهلاكًا من بين أنواع العدس وتحديدًا في عمل شوربة العدس، وهو في الأصل العدس أبو جبة «البُني» ولكنه يعاد تصنيعه على غرار ضرب الأرز الشعير أو «تبييض الأرز» للحصول على الأرز، حيث يتم إزالة القشرة البني ويطلق عليه في هذه الحالة «عدس فوتبول» وذلك لأن شكله يكون دائري أو كروي.

 

وأوضح أن المرحلة التالية تشمل دخول العدس البني بعد تقشيره إلى آلة طحن أو تقسيم العدس، ليتم تقسيمه إلى نصفين وينتج العدس الأحمر، ثم يدخل إلى مرحلة التزييت «تشبه الغسل بالزيت» ثم الغربلة لخروجه إلى الاستخدام النهائي للمستهلك ويطلق عليه العدس المجروش.

تكلفة تحويل طن العدس

 

أشار رئيس مجلس إدارة شركة الأمير لتصنيع الحاصلات الزراعية إلى أن تكلفة تحويل طن العدس بجبة إلى العدس الأحمر «الأَصفر في مصر»، تختلف من شركة إلى أخرى نظرًا لاختلاف الماكينات ودرجة تطورها ومن منطقة إلى أخرى، ولكن التكلفة التقريبية تتراوح بين 2000 إلى 3000 جنيه.

أوضح فاروق محمود أنه توجد أنواع عديدة للعدس منها العدس الأحمر «الأصفر محليًا»، كما يوجد العدس الأخضر في شمال إفريقيا ولكن بعد تصنيعه وتحويله إلى عدس مجروش يصبح لونه أصفر ويشبه الأحمر في طعمه، كما يوجد العدس الأسود والمشهور في دول غرب آسيا.

سعر استيراد العدس

قال أحمد الباشا إدريس، رئيس شعبة البقوليات والحاصلات الزراعية بالغرفة التجارية للقاهرة، إن أبرز الدول التي تستورد منها مصر العدس هي كندا واستراليا وتركيا، موضحًا أن الاستيراد غير مرتبط بتوقيتات محددة، كما أن العدس التركي هو الأعلى جودة.

وأضاف في تصريحات لـ«Food Today» أن سعر طن العدس المستورد يتراوح بين 19 ألف إلى 25 ألف جنيه ما يعادل 1200 إلى 1600 دولار، ويرتفع استهلاكه في الشتاء عن الصيف.

وأوضح رئيس شعبة البقوليات أن تكاليف زراعة العدس مرتفعة بدرجة كبيرة لذلك لا يُقبل المزارعين على زراعته، مشيرًا إلى أن مصر تستورد نحو 150 إلى 160 ألف طن عدس سنويًا.

من جانبه، قال الدكتور عمر طلعت، طبيب في مستشفى أمراض وجراحات القلب والصدر والأوعية الدموية بجامعة عين شمس، إن العدس يعد مصدرًا غنيًا بالفيتامينات والمعادن والألياف التي تحافظ على صحة عضلة القلب وتقلل من الليبيدات الضارة بالدم وتخفض نسبة الكوليسترول في الدم.

السعرات الحرارية بالعدس

 

وأضاف في تصريحات لـ«Food Toda» أن شوربة العدس تمنح الدفء، لأن العدس به سعرات حرارية تمد الجسم بالطاقة، ومن ثم يشعر الإنسان بالدفء، كما أنه غني بالحديد ويقلل من الإصابة بفقر الدم أو الأنيميا ويقلل الشعور بالإرهاق والتعب المستمر.

وأوضح الدكتور عمر طلعت، أن كوب واحد من العدس المطبوخ حجمه 198 جرام يوفر نحو 230 من السعرات الحرارية، وكربوهيدرات بنحو 39.9 جرام، وبروتين بنحو 17.9 جرام، ودهون بنحو 0.8 جرام، وألياف بنحو 15.6 جرام، وغيرها من حمض الفوليك والحديد والمغنيسيوم والفسفور والبوتاسيوم والزنك.