كيف يمكن للمتسوقين العثور على التوازن بين الصحة والطعم في الأقسام الغذائية؟
سارة كفافي
الأربعاء , 24-01-2024 9:39 ص
AAA
أنواع متعددة وكثيرة
من "زيوت الطهي" تنتشر على الرفوف في المحال التجارية أثناء التسوق، كلاً
منها يدعي أنه الأمثل والأكثر جودة، بل أيضًا الأفضل صحة وطعمًا.
وفي الحقيقة، نجد أن متاجر
البقالة بهذا القدر تشكل متاهة كبيرة لكثير من النساء والطهاة، حيث قد تبدو الخيارات
لا حصر لها، سواء كانت من زيت الزيتون، أو زيت الكانولا، أو زيت الذرة، أو زيت جوز
الهند.
"رحلة زيوت البذور"...ما بين الانتقادات والتوصيات الطبية
وفي الواقع، كان هناك جدلاً حول فئة واحدة من هذه الزيوت، تُسمى "زيوت
البذور"، حيث أطلق عليها هذا الاسم نظرًا لأن العديد منها مصنوع من البذور.
وتشمل هذه الزيوت زيت الكانولا
والذرة وفول الصويا وعباد الشمس، التي يروج على أنها "سامة" ومضرة للصحة.
وعلى الرغم من ذلك، يوصي العديد الأطباء وجمعية القلب الأميركية
بتناولها، لما تمتاز به من مصدر غني بالدهون المشبعة المرتبطة بالصحة الجيدة،
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
ولكن ماذا يجب على المتسوق أن يختار؟
خيار صحي
يُعد زيت الزيتون وزيت الأفوكادو من أهم الزيوت التي يوصي بها العديد من المتخصصين
في مجال الصحة، إذ يوجه اختصاصيو التغذية المرضى إليها نتيجة احتوائها على الدهون
الصحية غير المشبعة، فضلاً عن كونها أقل معالجة بشكل عام من الزيوت الأخرى.
ما بين الطبيعة والصناعة
وعلى عكس زيت الزيتون، تختلف زيوت البذور في مدى تصنيعها، حيث
تميل إلى أن تكون أكثر معالجة، وغالبًا ما يتم إنتاجها باستخدام الحرارة العالية
والمذيبات الكيمياوية.
كما أن اختيار الزيوت الأقل معالجة مثل زيت الزيتون البكر الممتاز أو الزيوت التي
تحمل علامة "معصور على البارد" أو "غير مكرر"، يُعد اختيارًا
ذكيًا، لما تحمله من فوائد صحية عديدة.
"فقدان البوليفينول"... كيف يؤدي التصنيع إلى تقليل الفوائد الصحية في زيوت البذور؟
وتظهر الدراسات أن الحرارة العالية والمعالجة الكيمياوية المستخدمة في إنتاج بعض
زيوت البذور، من الممكن أن تؤدي إلى تدمير بعض مواد البوليفينول، التي تساهم
بدورها في تقليل الالتهابات، فضلاً عن تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
ونصح مختصو التغذية،
المستهلكين، أنه مهما كان الزيت المستخدم، فـ يجب التأكد من عدم حرقه، حيث سيتحلل
الزيت ويفقد بعض خصائصه المفيدة ولن يكون مذاقه جيداً.
وفي المقابل، تأتي زيوت
البذور، وخاصة زيت القرطم وزيت عباد الشمس وزيت الذرة وزيت فول الصويا، التي تتميز
بأنها غنية بنوع من الدهون غير المشبعة تسمى أوميجا 6.
"من هنا إلى الصحة".. كيف تحارب زيوت البذور أمراض القلب بفضل أوميجا 3؟
وقد كشفت الدراسات أن استبدال بعض الدهون المشبعة في الوجبات الغذائية من الأطعمة،
مثل (الزبدة، واللحوم الحمراء)، بدهون أوميجا 3، تساهم في خفض مستويات الكوليسترول
الضار (LDL)، فضلاً عن انخفاض خطر الإصابة بالنوبات القلبية والوفاة.
كما وجدت دراسات أخرى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من "حمض اللينوليك"
في الدم، وهو دهون (أوميجا 6) الرئيسية الموجودة في زيوت البذور، لديهم خطر أقل
للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني
مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من حمض اللينوليك في الدم.
كذلك أوضح مختصو
التغذية أن كل الأدلة، تشير إلى أن زيوت البذور الغنية بالدهون الصحية غير المشبعة
مفيدة للصحة.
مخاوف بشأن بعض زيوت البذور
في موازاة ذلك،
كان لدى بعض الباحثين واختصاصي التغذية مخاوف بشأن الزيوت التي تحتوي على نسبة
عالية من أحماض (أوميجا 6) الدهنية، والتي تشمل زيت عباد الشمس، والذرة، وفول
الصويا.
حيث أشاروا أن أحماض (أوميجا 6) يمكن تحويلها إلى مواد تسبب الالتهاب، في حين اختلف
علماء آخرون، مرددين أن هناك القليل من الأدلة التي تربط تناول كميات كبيرة من
أوميجا 6 بالالتهاب لدى البشر.
خبايا النظام الغذائي
إلى هذا الحد، كشف اختصاصيو التغذية أن النظام الغذائي العام هو الأكثر أهمية
عندما يتعلق الأمر بالصحة، ولكن يجب مراعاة استهلاك الأطعمة القائمة على المعالجة
مثل، رقائق البطاطس والبسكويت، وحتى العديد من أنواع الخبز، بدلاً من القلق بشأن
الزيت الذي تستخدمه لقلي السبانخ.
وتعد زيوت البذور مثل زيت الكانولا وزيت الذرة وزيت فول الصويا
من المكونات الشائعة في الكثير من الأطعمة فائقة المعالجة، والعديد من هذه
المنتجات المعبأة غير صحية على أي حال.
لكن بشكل عام، يشجع اختصاصيو التغذية
وخبراء الصحة العامة الناس على تقليل كمية الدهون المشبعة في نظامهم الغذائي
واستبدالها بالدهون غير المشبعة.