كعك العيد.. أسرار صناعته وتاريخه في الحضارة المصرية

يُعد كعك العيد أو كما يُعرف بـ"كحك العيد" من أقدم التقاليد المرتبطة بعيد الفطر في مصر، حيث يُعد تحضيره طقسًا اجتماعيًا تحافظ عليه الأُسر المصرية منذ مئات السنين. 

ولا يقتصر دوره على كونه حلوى العيد، بل يُمثّل جزءًا من التراث المصري الممتد منذ العصور الفرعونية.

أصل كعك العيد في مصر القديمة

يؤكد الباحثون والأثريون أن المصريين القدماء كانوا أول من عرف صناعة كعك العيد، حيث تظهر نقوش ورسومات على جدران المعابد الفرعونية تصوّر عملية صنع الكعك وتقديمه كقرابين للآلهة.

الاهتمام بكعك العيد عبر التاريخ

تطور كعك العيد عبر العصور، وازداد الاهتمام به خلال الحكم الإسلامي لمصر، خصوصًا في عصر الدولة الفاطمية، التي خصصت له إدارة حكومية عُرفت بـ"دار الفطرة"، كانت مسؤولة عن تجهيز كميات كبيرة من الكعك وتوزيعها في العيد.

الدولة الإخشيدية سبقت الفاطميين في العناية بالكعك

بينما يُعرف عن الفاطميين اهتمامهم الواسع بكعك العيد، يرى بعض الباحثين، مثل حسن عبدالوهاب في كتابه "رمضان", أن الدولة الإخشيدية كانت أول من اعتنى بصناعته.

وأشار إلى قصة الوزير الإخشيدي أبي بكر محمد بن علي المادرائي، الذي صنع كعكًا محشوًا بالدنانير الذهبية، وكان يُعرف آنذاك باسم "افطن له"، وهو دليل على الأهمية الكبيرة التي أولتها الدولة الإخشيدية للكعك قبل الفاطميين.

"كعك حافظة" وإبداع المصريين في صناعته

ظل كعك العيد جزءًا من المائدة المصرية في العصور الإسلامية، حتى أنه استمر في القصور الأيوبية بفضل الطباخين الفاطميين، ومن بينهم طاهية اشتهرت بصناعة كعك شهي عُرف باسمها "كعك حافظة".

الكعك بين العطاء والتقاليد الاجتماعية

كان الكعك يُوزع كصدقة على الفقراء خلال العيد، حيث نصّت العديد من الوقفيات الإسلامية على تخصيص جزء من الكعك للأيتام والمحتاجين.

كما كان تبادل أطباق الكعك بين الجيران والأصدقاء عادة راسخة في المجتمع المصري، وهو ما وثّقه المؤرخون في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين.

إبداع المصريين في أدوات صناعة الكعك

لم يقتصر الإبداع المصري على صناعة الكعك فقط، بل شمل أيضًا القوالب المنقوشة والمكتوبة التي كانت تُستخدم في تحضيره، ولا يزال بعضها محفوظًا في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة.