"عاصي".. المطعم الذي جمع بين الشعب والملوك على مائدة الفول
أميرة محمد
الأحد , 05-01-2025 9:02 م
AAA
مطعم عاصي
في قلب مدينة دمنهور، وعلى مقربة من محطة السكة الحديد، يتربع مطعم "عاصي" على عرش الفول والفلافل، شاهداً على تاريخ عريق يمتد لأكثر من قرن.
منذ عام 1919، لم يغلق هذا المطعم أبوابه يوماً، ليصبح أيقونة للطعام الشعبي الأصيل في محافظة البحيرة والوجه البحري بأكمله.
ما يميز "عاصي" هو تلك القدرة على الحفاظ على الوصفات التقليدية التي ورثها عبر الأجيال. فالفول الذي يقدمه المطعم يتم إعداده بعناية فائقة، وفقاً لأسرار خاصة، مما يمنحه نكهة فريدة جعلته مقصداً للمحليين والسياح على حد سواء.
زوار من كبار الشخصيات
لم يقتصر شهرة "عاصي" على محبي الطعام الشعبي، بل تعدت ذلك لتصل إلى كبار الشخصيات والمسؤولين. فقصص عن زيارة وزراء ومحافظين للمطعم، وتذوقهم لأشهى المأكولات التي يقدمها، تتردد على الألسنة.
ولا يمكن نسيان قصة الملك فاروق الذي كان يطلب إرسال قدرة من الفول من "عاصي" إلى قصره، شاهداً على جودة الطعام الذي يقدمه هذا المطعم.
يروي محمد شعبان عاصي، حفيد مؤسس المطعم، تفاصيل لقاء جده بالملك فاروق في إيطاليا، وكيف تحول هذا اللقاء إلى علاقة خاصة بالفول.
فقد كان الحاج علي عاصي يجهز يومياً ستة أقدار من الفول الفاخر للملك، وتستمر هذه العادة حتى ثورة 1952.
ولا تزال صورة تجمع الملك فاروق بالحاج علي عاصي شاهدة على هذه العلاقة المميزة.
ويضيف محمد أن جده قدم هدية ثمينة للملك فاروق، وهي قدرة من الفول مصنوعة من الذهب، بمناسبة ولادة الأمير أحمد فؤاد.
ولا تزال هذه القدرة موجودة حالياً في متحف قصر المنتزه.
لم يقتصر زوار مطعم "عاصي" على الملك فاروق، بل امتد ليشمل العديد من قيادات الدولة ووزرائها.
فقد كان مصطفى باشا النحاس يحرص على تناول فول عاصي، وأرسل له شكرًا خاصاً.
كما زار العديد من وزراء حكومة الوفد المطعم، مما يؤكد مكانته المرموقة.
أسرار وصفة الفول الملكية
يكشف أحمد، أحد أحفاد مؤسس المطعم، عن بعض أسرار وصفة الفول التي اشتهر بها "عاصي".
فقد تم تطوير الوصفة على مر السنين بإضافة مكونات جديدة مثل الثوم والصلصة والعدس والحمص والسجق والليمون، لتلبية أذواق العملاء المتنوعة.
ورغم التطوير، إلا أن المطعم يحرص على استخدام أجود أنواع الفول البلدي للحفاظ على جودته ومذاقه الأصيل.
ويؤكد أحمد أن مطعم "عاصي" بدأ تقديمه للفول بسعر 15 مليم، وهو ما يعكس قدم المطعم وتاريخه العريق.