رحلة الأبداع من لندن إلى مصر.. كيف بدأت قصة صناعة "الشيبسي" في مصر؟
سارة كفافي
الإثنين , 25-12-2023 11:18 ص
AAA
تحتل رقائق الشيبسي المرتبة الثانية في
الاستهلاك البشري بعد الأرز عالميًا، ويُعد الشيبسي من الوجبات الخفيفة المفضلة
لدى العديد من الأشخاص، ولكن هل تساءلت في يوم كيف خرجت فكرة تصنيعه في مصر إلى
النور؟
أصل الفكرة
في الواقع، يعود سبب صنع رقائق الشيبسي وشهرتها لأواخر القرن التاسع عشر، على يد
"جورج كروم"، وهو طباخ من أصول أفريقية كان يعمل في أحد المطاعم
بنيويورك، وكان قد أعد طبقًا من البطاطس لأحد زبائنه، ولكن هذا الزبون لم يعجبه
بسبب سمك البطاطس، ولذلك فقد أعاد "جورج" صنع الرقائق من جديد ولكن بشكل
رقيق للغاية، حتى تم إطلاق اسم "Crum" عليه، لتشتهر بعد ذلك،
ويتم تعبئتها وبيعها في مطعم خاص بها.
وفي عشرينات القرن الماضي تم
اختراع مقشرة البطاطس الميكانيكية، التي مهدت الطريق للشركات بصناعتها وإضافة
النكهات، لتنتشر بعد ذلك في جميع أنحاء العالم.
ولكن هنا يكمن السؤال كيف عرفت مصر رقائق الشيبسي؟
يُعود بنا الأمر إلى فترة السبعينات، والتي كانت مصر خلالها قد خرجت من حرب كان
لانتصارها تكلفة كبيرة للغاية، الأمر الذي أدى بالطبع إلى معاناة المصريين، وحينها
تم التحضير لثورة كبيرة اجتاحت جميع المحافظات أطلق عليها ثورة "الأمن
الغذائي".
"الوجبة الشعبية"
بإطلاق هذه الثورة، تركزت جهود الحكومة في المشاريع البسيطة التي توفر بها وجبة
بسيطة وسهلة للمواطنين، وعلى أثرها تم إطلاق حملة باسم "الوجبة الشعبية"
تحمل وجبات سخنة جاهزة تابع في سيارات بميادين عامة، بأسعار قليلة، ولكنها لم
تنجح.
أكياس بطاطس محمرة بشوارع لندن
وفي نفس الوقت، كان هناك اثنين من أبطال حرب
أكتوبر مصابين ويتلقون العلاج في الخارج، وهما الضابطين عبد العزيز على ومحسن
محجوب، الذين ذهبوا إلى لندن وأثناء رحلة علاجهم لفت انتباههم وجود عدد من إعلانات
تظهر سيارات تبيع أكياس بطاطس محمرة جاهزة بالشوارع.
بداية القصة
ومن هنا بدأت القصة، حيث قام كلاً من الضابطين بجمع كل الأكياس ليتم دراسة المشروع،
وما الذي يتطلبه بما يتواجد في مصر؟، فضلاً عن إيجاد تمويل له وعمل دراسة جدوى،
والذي قام بتقديمها دكتور عاطف عبيد رئيس
وزراء مصر في هذه الفترة.
ومع ذلك وبعد إعداد كل شيء رفضت جميع البنوك تمويل المشروع، نظرًا لأنه يعد الأول
من نوعه في هذا المجال.
الحلم يتحول إلى حقيقة
وفي أواخر السبعينات، تغيرت مسار الأمور في مصر وبدأ الضابطين يبحثان عن شركاء لهم
بالفعل، لينضم إليهم 3 زملاء، بالإضافة إلى شريك رابع من الخليج، الذي قام بضخ أموال
كثيرة للمشروع، وهو المبلغ الذي حول الحلم إلى حقيقة.
وبالفعل استلم الشركاء كافة المعدات من لندن، فضلاً عن تعلمهم العمل هناك مقابل دفع
أموال نظير تعليمهم هذا المشروع.
وبعد رحلة شاقة لاقي فيها الشريكين العديد من التحديات، تم تصميم الغلاف والاسم
وتم طرح أول كيس شيبسي بسعر 10 قروش في السوق المصري، حيث لم يكن هناك أي منافسة
على الإطلاق لهذا المشروع في مصر.
ولقي المنتج إقبال كبير من جانب المصريين، نظرًا لكونه جديد، ونتيجة لذلك فقد حصلا
كل من الشريكين على الاسم التجاري للمشروع من شركة في لندن، لتتوسع بعد ذلك
الصناعة بمصر.