البطاطس من المحاصيل الزراعية التي لا يختلف عليها اثنان، إذ تعتبرها معظم شعوب العالم عنصرًا أساسيًا في وجباتهم بمختلف طرق طبخها، فضلًا عن فوائدها الغذائية، إذ يحتوي كل 100 جرام من البطاطس على عديد من السعرات الحرارية والبروتين والكربوهيدرات والألياف والكالسيوم والمغنيسيوم.
اكتشفها البحار الإنجليزي «توماس هيريوت» في كولومبيا بأمريكا الجنوبية عام 1568، ونقلها لإنجلترا ومنها انتقلت لأيرلندا، وفي جمهورية مصر العربية تعد البطاطس مصدرًا اقتصاديًا مهمًا، لأن مصر من أكثر الدول المُصدرة لمحصول البطاطس إلى جميع الدول العربية والأوروبية.
لذلك حاورت (فود توداي) الدكتور محمود سامي
أستاذ البطاطس بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، عن أولى خطوات زراعة
البطاطس، وموعد زراعة البطاطس، والأشياء التي يجب مراعاتها عند زراعة العروات
الثلاثة، ومستقبل زراعة البطاطس في مصر، وعدة أسئلة أخرى ستجدها في الحوار التالي.
إذا كانت الزراعة بهدف التصدير، فإن ذلك يكون من خلال الشركات المعتمدة في التصدير، إذ يأخذ المُزارع الأصناف المحددة والمطلوبة للتصدير ويزرع تقاوي البطاطس، وهذا الهدف يكون له بعض الاشتراطات، وأهمها زراعة البطاطس في المساحات الخالية من العفن البني، لأنه إذا ثبت أن البطاطس المُصدرة بها أي نسبة إصابة من العفن البني، يؤدي إلى رفض الرسالة بأكملها.
أما إذا كانت الزراعة بهدف التسويق إلى المصانع، لتصنيعها في شكل شيبس أو فرينش فرايز، فأول شرط أن تكون البطاطس عالية في المادة الجافة، لأن ارتفاع نسبة المادة الجافة يُحسن من مواصفات المنتج المُصنع، ويقلل من نسبة تشرب الزيت، ويزيد من صلاحيتها للتخزين بشكل أكبر.
أما إذا كانت الزراعة بهدف التسويق
المحلي، فإن اشتراطاتها أن تكون كبيرة الحجم ولا يشترط أن تكون مادتها الجافة
عالية.
أما أصناف البطاطس
بهدف التسويق إلى المصانع تختلف على حسب نوع المنتج، فأصناف الشيبس يُفضل أن تكون
أصناف مستديرة؛ مثل الليدوروزيتا أو الهيرمس أو الكروزو، أما أصناف البطاطس الصوابع نصف المقلية يُفضل أن تكون أصناف مستطيلة أو بيضاوية؛ مثل الدايمونت والسانتانا، وأصناف
البطاطس بهدف التسويق المحلي يُفضل أن تكون مائلة؛ مثل الاسبونتا والكارا والأكسنت
وبرشلونة والأريزونا.
العروة الصيفي تُزرع من منتصف شهر ديسمبر إلى منتصف شهر فبراير، وتمثل نحو 30% من إجمالي المساحة المزروعة، والعروة النيلي تُزرع في بعض المناطق المحدودة التي تكون درجة حرارتها مقبولة إلى حدٍ ما؛ مثل المنيا ومركز منوف بالمنوفية والمناطق الساحلية التي تطل على البحار والأنهار، وتُزرع من منتصف شهر أغسطس إلى منتصف شهر أكتوبر وتمثل نحو 10% من إجمالي المساحة المزروعة، أما العروة الشتوي تُزرع من منتصف شهر أكتوبر إلى منتصف شهر نوفمبر، وتمثل نحو 60% من إجمالي المساحة المزروعة.
والعروة الشتوية تعتبر جديدة بعدما استحدثتها وزارة الزراعة، وكان الهدف
منها تغطية حاجات التصدير في أعياد الكريسماس وأعياد رأس السنة في دول
أوروبا.
والشيء الثاني الذي يجب أن يراعيه المُزارع قبل تقطيع التقاوي، هو أن يتم التقطيع قبل الزراعة بـ 24 ساعة، والشيء الثالث هو استخدام أكثر من سكينة حادة جدًا، لأن إذا كانت الأداة المستخدمة في التقطيع ليست حادة، سيؤدي إلى تهتك في الأنسجة.
أما الأشياء التي يجب مراعاتها في العروة الشتوي، هو مرض الندوة المتأخرة، فيجب عمل برنامج وقائي عندما تصل البطاطس في العُمر من 40 إلى 45 يوم، والندوة المتأخرة تأتي بسبب حدوث مطر في يوم واليوم التالي يكون الطقس دافئًا، في هذه الحالة يجب رش العلاج.
أما الأشياء التي يجب مراعاتها في العروة
النيلي، هي اختيار الأماكن القريبة من الأنهار والبحيرات لتكون درجة الحرارة لطيفة،
واختيار أصناف تتحمل الزراعة تحت ظروف درجات الحرارة العالية.
أما البطاطس ذات البقع البنفسجية، فهذا اللون ينتج عن التعرض لدرجات حرارة منخفضة، ولا يوجد منها قلق عند الأكل.
فجمهورية مصر العربية
مستقبلها جيد جدًا في زراعة وإنتاجية وتصدير البطاطس، كما أن البطاطس المصرية عليها إقبال
كبير جدًا للمستهلك الأوروبي، وفي أحد الأعوام قام المُزارعين في ألمانيا بعمل مظاهرات
للمطالبة بمنع دخول البطاطس المصرية في الأسواق الألمانية إلا بعد انتهاء محصولهم،
وذلك لجودة محصول البطاطس المصرية.
All rights reserved. food today eg © 2022