خاص| طارق محمود يطالب بتشجيع الاستثمار في قطاع الزراعي

قال طارق محمود، الخبير في البيئة والإرشاد الزراعي، إن الظروف الجوية الحالية تؤثر بشكل كبير على القطاع الزراعي في مصر.

 وأوضح أن انخفاض درجات الحرارة يشكل تحديًا للمحاصيل التي تُزرع عادة في مناخ يعتمد على الحرارة المعتدلة، وليس البرودة، حيث إن أغلب المحاصيل المزروعة تتلاءم مع المناخ المعتدل، ولا توجد أنواع كافية تتكيف مع البرودة.

وأشار في حديث خاص لموقع "فوود توداي" إلى أن هذه التغيرات تتطلب تنظيمًا أكثر دقة للتعامل معها،  على سبيل المثال، الفواكه والخضروات تُزرع في مواسم محددة لكنها تحتاج لاحقًا إلى تخزين مناسب، ومع أن بعض المحاصيل، كالأصناف الجافة، يمكن تخزينها لفترات طويلة تصل إلى ستة أشهر، إلا أن المحاصيل الطازجة مثل الجرجير والفجل والكرات لا تتحمل التخزين الطويل وقد تتضرر سريعًا بانخفاض درجات الحرارة.

وأضاف طارق أن مواجهة تلك التحديات تستدعي وضع خطط واستراتيجيات مسبقة عبر إدارات متخصصة لمتابعة الأزمات الزراعية.

 وأكد على ضرورة أن تعمل الوزارات المعنية، خصوصًا وزارة الزراعة، على تقديم حلول مستدامة لهذه التغيرات المناخية، لأن نمو المحاصيل مرتبط بعوامل بيئية مثل الحرارة والرطوبة والإضاءة، التي تؤثر فيها بشكل مباشر.

وأوضح أن العمليات التي تتم بعد الزراعة، مثل التعبئة والتغليف والتخزين، تحتاج لعناية كبيرة.

وشدد على أهمية التعامل الصحيح مع المحاصيل بعد الحصاد من خلال مصانع أو شركات تعبئة تلبي الشروط اللازمة لحفظ جودة المنتج.

لكن التساؤل الرئيسي الذي طرحه يدور حول مدى توفر الإمكانات والقدرات اللازمة لإنشاء مثل هذه المصانع.

وأكد أنه لا بد من جهود مشتركة لتشجيع الاستثمار في هذا المجال، لذلك دعا الحكومة إلى تقديم تسهيلات للمستثمرين، كتخفيف الضرائب وتبسيط الإجراءات، بهدف دعم القطاع الخاص لإنشاء مصانع تعبئة تغطي احتياجات الزراعة. 

كما أضاف أنه في حال عدم توفر الموارد الكافية لدى الحكومة لإدارة تلك المشروعات بنفسها، فإن الحل المثالي يتمثل في تعزيز الاستثمار الزراعي وفتح المجال أمام المستثمرين لتطوير البنية التحتية اللازمة.

وختم حديثه بالتأكيد على الحاجة الملحة لتحرك جاد وسريع لمواجهة التغيرات المناخية التي أصبحت تحدث بوتيرة متسارعة وغير متوقعة،  ودعا إلى وضع خطط عملية لمعالجة تداعيات هذه الظروف الجوية على الزراعة لضمان استمرار الإنتاج وتعزيز قدرات التصدير مستقبلا