تعرضت صناعة الأغذية الجزائرية لضربة موجعة، بعد قرار السلطات الفرنسية حجز شحنة كبيرة من منتج "المرجان"، الشوكولاتة القابلة للفرد الشهيرة، في ميناء مرسيليا ومنعها من دخول السوق الأوروبية.
وأثار هذا القرار جدلاً واسعاً في الجزائر وفرنسا، حيث يرى مراقبون أنه يعكس صراعاً تجارياً خفياً، بينما تؤكد السلطات الفرنسية أن القرار اتخذ لأسباب صحية تتعلق بمعايير سلامة الأغذية في الاتحاد الأوروبي.
شركة عائلية.. نجاح مفاجئ
شركة "سيبون" الجزائرية، وهي شركة عائلية صغيرة، كانت قد حققت نجاحاً كبيراً بمنتج "المرجان" الذي تم إطلاقه في عام 2021. وقد انتشر المنتج بسرعة في الجزائر، وسرعان ما أصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن انتشر بشكل واسع في فرنسا عبر الهدايا التي يحملها الجزائريون المقيمون هناك.
أسباب المنع
بررت السلطات الفرنسية قرارها بحجة عدم مطابقة منتج "المرجان" للمعايير الصحية الأوروبية، خاصة فيما يتعلق بمنتجات الألبان. وتنص لوائح الاتحاد الأوروبي على إجراء فحوصات صارمة على منتجات الألبان المستوردة للتأكد من خلوها من الأمراض المعدية.
رد فعل جزائري
من جانبه، أعرب رئيس الجمعية الجزائرية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، عن استيائه من هذا القرار، مشككاً في الأسباب المعلنة ومرجحاً وجود أبعاد سياسية واقتصادية وراءه. وأكد زبدي أن منتج "المرجان" كان يخضع للرقابة الصحية في الجزائر ولم تسجل أي مخالفات.
تداعيات على الاقتصاد الجزائري
يخشى الخبراء الاقتصاديون أن يؤدي هذا القرار إلى خسائر فادحة للشركة الجزائرية، ويؤثر سلباً على صادرات البلاد من المنتجات الغذائية. كما يثير تساؤلات حول قدرة المنتجات الجزائرية على المنافسة في الأسواق العالمية، ويدفع إلى ضرورة تطوير القطاع الصناعي وتحسين جودة المنتجات الجزائرية.
الخطوات المقبلة
من المتوقع أن تتخذ الحكومة الجزائرية إجراءات للضغط على السلطات الفرنسية من أجل رفع الحظر عن منتج "المرجان". كما يتوقع أن تعمل الشركة الجزائرية على إجراء التعديلات اللازمة على منتجها حتى يصبح مطابقاً للمعايير الأوروبية.
تحليل
يعتبر منع منتج "المرجان" من دخول السوق الأوروبية حدثاً هاماً في العلاقات الاقتصادية بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، ويثير أسئلة حول دور الحواجز التجارية في حماية الاقتصادات الوطنية، وتأثيرها على الشركات الصغيرة والمتوسطة.