جامعة كامبريدج البريطانية تطور «روبوت» لتذوق الطعام وضبط التوابل

يبدو أن الغد يحمل لنا الكثير من المفاجآت، فمن الواضح أن تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي على استعداد لإحداث طفرة ما في مستقبل إعداد الطعام بأيادي الروبوتات الميكانيكية، وذلك بفضل التطورات الأخيرة في تكنولوجيا التذوق الاصطناعي.

وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، طور مهندسو الروبوتات في جامعة كامبريدج ودربوا طاهي آلي متطور قادر على محاكاة اللسان البشري لتذوق الطعام بدقة  واختباره خلال عملية الطهي، وكشفت القناة الخاصة بالجامعة عن ابتكارها خلال مقطع فيديو على موقع "يوتيوب"، يظهر فيه الروبوت وهو يتذوق طبقًا من البيض المخفوق والطماطم بشكل متكرر من أجل تحديد الملوحة الكلية ونكهة الطبق طوال الفيديو.

وقام باحثو كامبريدج المسؤولين عن الروبوت بتدريب الطاهي الميكانيكي على قياس الملوحة والمذاق العام لطبق من الطعام في مراحل مختلفة من عملية المضغ من أجل عكس تجربة تناول الطعام البشري بشكل صحيح، ووفقًا للباحثين عندما يمضغ البشر لقمة من الطعام  فإن تصور الذوق يتغير مع إنتاج اللعاب وتأثير الإنزيمات الهاضمة.

وعن ذلك، شرح Grzegorz Sochacki، أحد الباحثين الذين يعملون على هذه التجربة، السبب وراء هذا الإختراع، قائلًا: "إذا كان سيتم استخدام الروبوتات في جوانب معينة من إعداد الطعام، فمن المهم أن يكونوا قادرين على تذوق ما يطبخونه"، موضحًا أن الشيف الآلي الذي تم تدريبه في البداية على تحضير وتذوق العجة، وتحديد ما إذا كان الطبق متبلًا بشكل صحيح أم لا.

وفي السياق ذاته، يتوقع الباحثون أن الروبوتات يمكنها في نهاية المطاف أن تصمم الأطعمة لتناسب ذوق الأشخاص، ويأملون في توسيع نطاق استخدام التكنولوجيا لتصنيع روبوتات قابلة للتخصص في مجال الطهي، تكون قادرة على تعديل العناصر المختلفة للطبق المطبوخ من التوابل إلى مستوى الحلاوة إلى كمية الزيت لتناسب التفضيلات الفردية.

وأشار الدكتور محمد شاختاي، العالم الذي عمل مع فريق كامبريدج البحثي في المشروع، إلى أن الروبوتات الغذائية لديها القدرة على لعب دور رئيسي في كلًا من المطاعم والمطابخ المنزلية، بالإضافة إلى أنها بدأت بالفعل في الاضطلاع بدور أكثر بروزًا في صناعة المواد الغذائية، حيث تقدم حلاً عالي التقنية للعديد من المشكلات.
 
في وقت سابق من هذا العام، تصدرت سلسلة مطاعم الوجبات السريعة White Castle عناوين الصحف بعد أن أعلنت في بيان صحفي أنها ستقوم بتثبيت طاهي آلي يطلق عليه اسم "Flippy" (على اسم مهمتها الأساسية المتمثلة في تقليب البرجر) في 100 مطعم في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ومن المرجح أن رواد الأعمال والمطاعم الكبيرة سوف يكون لديهم النية لخوض تلك التجربة للاستفادة من مميزات الروبوت، خاصة أنه يساعد أيضًا في منع انتشار مسببات الأمراض التي تنقلها الأغذية عن طريق الحد من تعرض الإنسان للطعام والحد من الجراثيم وخاصة "كوفيد-19"

وعلى الرغم من أن الروبوتات أثبتت أنها أدوات مفيدة في مناطق مختلفة من المطبخ، إلا أن أحد الأشياء التي لم تتمكن الآلات من تقليدها بشكل صحيح هو قدرات تذوق الإنسان حتى الآن، بينما يأمل باحثو كامبريدج أن يكون الروبوت قادرًا على تكرار تجربة تذوق الإنسان بدقة في القريب العاجل.

روبوت لتقديم الطعام

روبوت لتقديم الطعام