يعد القهوة واحدة من الطقوس الصباحية المحبوبة على مدى قرون، نظراً لتأثيراتها المحفّزة للعقل والجسم، لكن هل فكرت يومًا أن للقهوة تأثيرًا على الخصوبة؟ يبدو الأمر مفاجئًا، لكنه حقيقي.
,سنتناول العلاقة بين القهوة والخصوبة ونكشف الجوانب المتصلة بهذا الموضوع المثير.
بادئ ذي بدء، لننظر إلى الفوائد المعروفة للقهوة. باعتبارها مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة، لطالما ارتبطت بتقديم فوائد صحية متنوعة، مثل تحسين وظائف الدماغ، تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وتعزيز صحة الكبد. إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالخصوبة، تصبح القصة أكثر تعقيدًا.
تشير الأبحاث إلى أن الاستهلاك المفرط للكافيين قد يؤثر سلباً على قدرة المرأة على الإنجاب.
وفقًا للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، فإن تجاوز كمية يومية من الكافيين تبلغ 200 ملغ، ما يعادل تقريباً كوبًا واحدًا بحجم 12 أوقية من القهوة المخمرة، قد يتسبب في تأخر حدوث الحمل أو زيادة خطر الإجهاض.
السبب وراء ذلك هو تأثير الكافيين المحتمل على إنتاج الهرمونات التي تنظم الإباضة، إضافةً إلى تعريض وظيفة قناة فالوب للاضطراب، مما يعيق وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة.
لكن لا داعي للذعر أو التخلي عن فنجان القهوة تمامًا. المسألة تكمن في الاعتدال. ينصح الخبراء النساء اللواتي يحاولن الحمل بالحد من كمية الكافيين اليومية إلى 200 ملغ كحد أقصى.
لا يقتصر ذلك على القهوة وحدها، بل يشمل أيضًا مصادر الكافيين الأخرى كالشاي، المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة.
ويجب ملاحظة أن محتوى الكافيين يختلف باختلاف نوع القهوة وطريقة إعدادها؛ فالقهوة المخمرة تحتوي عادةً على كميات أعلى مقارنة بالأصناف الأخرى مثل الإسبريسو أو القهوة الفورية أو منزوعة الكافيين.
بالنسبة للرجال، هل يمكن أن يؤثر استهلاك القهوة على خصوبتهم؟ الإجابة نعم، لكنه بدرجة أقل حدة.
وأظهرت الدراسات أن تناول كميات كبيرة من الكافيين لدى الرجال قد يؤدي إلى انخفاض في عدد وحركة الحيوانات المنوية، مما يعيق تخصيب البويضة. إلا أن التأثير يظل أخف مقارنة
بما يحدث عند النساء، كما أن المستويات الدقيقة للكافيين التي قد تسبب مشكلات تبقى غير واضحة بشكل قاطع.
والأمر لا يتوقف هنا؛ فالكافيين يمكن أن يؤثر أيضًا على نجاح علاجات الخصوبة مثل التلقيح الصناعي.
فقد وجدت الدراسات أن النساء اللاتي يستهلكن كميات كبيرة من الكافيين خلال دورات التلقيح الصناعي قد يقل لديهن معدل نجاح زرع الجنين، مع ارتفاع خطر الإجهاض.
إذن، ما الخلاصة؟ التوازن هو المفتاح. إذا كنتِ تخططين للحمل، فمن المهم التحكم بكمية الكافيين التي تتناولينها يوميًا والالتزام بالحدود الموصى بها.
يمكنكِ تجربة القهوة منزوعة الكافيين أو اختيار شاي الأعشاب كبدائل مناسبة. أما بالنسبة للأزواج الذين يخضعون لعلاجات الخصوبة، فمن الأفضل تقليل استهلاك الكافيين أو الامتناع عنه تمامًا لتعزيز فرص النجاح
