في الآونة الأخيرة، أقدمت شركة "بيبسيكو"
العالمية على اتخاذ خطوة جريئة من خلال زيادة أسعار منتجاتها بشكل كبير في مختلف
أنحاء العالم، وتحديدًا في السوق المصري، وذلك على الرغم من ضعف القوة الشرائية على
منتجاتها في هذه الفترة.
تحدٍ جرئ
وفي الحقيقة، لم تقتصر هذه الزيادة على مصر، بل امتدت إلى أنحاء العالم، وهو الأمر
الذي أثار استياء كبير من جانب المستهلكين حول الأسباب الكامنة وراء هذه الزيادات.
لم يكتفي الأمر عند هذا الحد، في ضربة مدوية لشركة بيبسيكو، قررت سلاسل تجارية
كبرى في الخارج، مثل "كارفور"، إزالة منتجات الشركة من رفوفها، حيث يعكس
ذلك استنكار من قبل تلك الشركات لسياسة الزيادة الكبيرة في الأسعار، والتي بالطبع
من الممكن أن تؤثر بالسلب على حصة السوق وسمعة العلامة التجارية.
وبالفعل قامت السلسة (كارفور) بالتوقف عن بيع منتجات بيبسيكو في متاجرها بـ (فرنسا،
وبلجيكا، وإسبانيا، وإيطاليا)، نتيجة ارتفاع أسعار سلع شهيرة مثل دوريتوس، ورقائق البطاطس
ليز، وشوفان كويكر، وشاي ليبتون.
ليس ذلك فقط، بل وضعت "كارفور" لافتات صغيرة في المتاجر، تُفيد "بأنها
لم تعد تبيع هذه العلامات التجارية بسبب الزيادات الغير مقبولة في الأسعار".
تمثل تلك الخطوة التي قامت بها السلاسل التجارية، طريقة متبعة في مفاوضات الأسعار.
"رد قاطع"... بيبسيكو توضح أسباب رفع الأسعار وتتهم الأحداث العالمية بتدهور التكلفة
وهو الأمر الذي دفع شركة "بيبسيكو" إلى الرد في بيان، وتبرير هذا، والتي
بالطبع أرجعته إلى زيادة التضخم، إذ يجب أن تتماشي الأسعار إلى حد كبير مع التضخم،
الذي انخفض بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، منذ أن أدت سلاسل التوريد المطحونة
خلال جائحة كورونا، ثم حرب روسيا وأوكرانيا إلى ارتفاع الأسعار.
لم تكتفي "بيبسيكو" بهذه المبررات فحسب، بل أشارت إلى ارتفاع تكاليف
الحبوب وزيت الطهي نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك على الرغم من انخفاض أسعار
سلع غذائية بشكل كبير العام الماضي مثل الحبوب، ، والتي يتم تداولها بالأسواق العالمية.
ولاشك أن هذا يُعزي إلى اتخاذ "بيبسيكو" القرار الأسهل بالنسبة لها، وهو
تحميل المستهلك الفاتورة بأكملها لتحقيق أعلى هوامش أرباح؟
أقرأ أيضًا:
"مواصلة الصراع"...بيبسي تستمر في رفع الأسعار وتتجاهل المستهلك