عندما يتعلق الأمر بالمكرونة محلية الصنع، فبالتأكيد هناك الكثير من الأخطاء المرتبطة بها والتي يمكن أن ترتكبها في المطبخ، مثل إضافة المعكرونة في وقت مبكر قبل الميعاد المناسب لوضعها، أو استخدام قدر غير مناسب، والطهي الزائد أو الناقص، ولكن من المستحيل أن تدهس المكرونة بقدميك لعجنها كما فعل الناس منذ قرون، حيث كانوا يقومون بعجن المكرونة بالأقدام.
تاريخ المكرونة اليابنية
عندما تسمع كلمة "باستا"، قد تكون إيطاليا هي أول مكان يتبادر إلى الذهن، صحيح أنه بحلول عام 1400 قامت المتاجر الإيطالية بعجن كميات كبيرة من المكرونة بأقدامهم، لكن المعكرونة لم تصل فعليًا إلى إيطاليا حتى القرن الثالث عشر، بغض النظر عن الشائعات التي تقول أن ماركو بولو، قدم المعكرونة لأول مرة إلى إيطاليا من رحلاته إلى الصين، بحسب PBS.
وجدير بالذكر أن دول آسيا قدمت المكرونة قبل أوروبا بوقت طويل، حيث يعود عمر شعرية سانوكي أودون إلى فترة هييان اليابانية في عام (794-1185)، منذ أكثر من 1200 عام، وفي اليابان كانت شعيرية أودون تُعجن تقليديًا تحت القدم أيضًا، كما أوضح يوكو إيساسي، رئيس قسم الطهي الياباني Foodstory في لوس أنجلوس لموقع HuffPost.
وعن ذلك، أوضح إيساسي أن المعكرونة كانت تصنعها النساء تاريخياً، وأن عجين أودون الصلب كان شاقًا للغاية لعجنه يدويًا على دفعات كبيرة، لذا كان يتم عجنها بالأقدام من قبل الأشخاص أصحاب الحجم الزائد، وكانت هذه العملية بالنسبة لهم أمر فعال ويحافظ على الطاقة، حتى أن هؤلاء الطهاة كانوا يضيفون أكياس الأرز أثناء قيامهم بالدوس لزيادة كتلة العجين.
عجن المكرونة بأقدام الرجل
في السياق، قد يكون استخدام القدمين في العجن ممتعًا بشكل رائع، ولكنه أيضًا أسلوب طهي استراتيجي للغاية، ووفقًا لرئيس الطهاة في Sanuki Mengyo في Kagawa اليابان، فإن الكفاءة هي العنصر الأساسي لصنع شعرية أودون الجيدة، فكلما عجنك أسرع، كلما خرج المزيد من الدقيق من بين أصابع قدميك.
وأشار الطاهي الياباني إلى أن الناس في اليابان يعتمدون هذه الطريقة لتكسير خيوط الجلوتين في العجين، وهو عكس طريقة عجن الباستا الإيطالية تمامًا، هذا هو السبب في أن أودون يجعل الفم ممتعًا مقارنةً باللينجويني، والعنصر السري في الوصفة هو السرعة، وتعتبر القدم أداة رائعة لتحقيق ذلك.
ويوضح يوكو أن عجن المكرونة بأقدام الرجل يساعد في تليين العجين القاسي ويجعل المكرونة سهلة المضغ ولها شكل مثالي، لافتًا إلى أن هذه العملية تحتاج إلى 50 خطوة بالضبط.