زادت
صادرات الحاصلات الزراعية المصرية والمغربية، بشكل كبير إلى السوق البريطانية خلال
الخمس سنوات الماضية، وهو تطور يعزى إلى انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد
الأوروبي. البيانات تظهر أن كل من مصر والمغرب كانا أكبر المستفيدين من هذا
الانسحاب، حيث شهدت صادراتهما زيادة ملحوظة، مما يعكس تأثير هذا الحدث على التجارة
الزراعية في المنطقة.
هل خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي يزيد من صادرات مصر إلى المملكة؟
شهدت عملية خروج بريطانيا من الاتحاد
الأوروبي تشديدًا على بروتوكولات استيراد المنتجات، ولا سيما الفواكه والخضروات،
مما أدى إلى تعقيد أكبر في عمليات الاستيراد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي،
ونتيجة لهذا التغيير، قام المستوردون البريطانيون تدريجيًا بتوجيه اهتمامهم نحو
الحصول على المنتجات من دول خارج الاتحاد الأوروبي.
ارتفعت نسبة الواردات من الدول الخارجية إلى
المملكة المتحدة بنسبة 51%، في مقابل 46% الذي كانت عليه فيما يتعلق بالدول
الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2022، ولاحظت هذه النسبة استمرارية في
الارتفاع حتى تسعة أشهر من العام الجاري، مما يعكس تحولًا مستدامًا في سياسة
المشتريات لديهم.
صادرات مصر والمغرب أكبر المصدرين لأوروبا إلى
انجلترا
رغم التضخم الحاد في أسعار الغذاء بالمملكة
والذي خفض الإمدادات، حدث تحول شامل في سوق الخضار والفواكه في وخاصة في تكوين
قاعدة الموردين، لكن مصر والمغرب أظهرتا النمو الأكبر في حجم صادراتهما إلى
المملكة المتحدة.
صدرت مصر إلى المملكة المتحدة بنحو 250 مليون
دولار خلال عام 2022، في حين حققت رقما قياسيا قدره 230 مليون دولار في الأشهر
التسعة الأولى من العام الحالي، 75% منها عائدات منتجات “العنب الطازج، والبرتقال،
والفراولة الطازجة، والبصل”.
اشترت "بريطانيا"، خضروات وفواكه
مغربية بنحو 542 مليون دولار، وخلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري قفز هذا
الرقم قياسيا إلى 450 مليون دولار، وتهيمن الطماطم واليوسفي على صادرات المغرب إلى
المملكة المتحدة، كما أصبح التوت الطازج عنصرا هاما بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.
اتساع المنتجات المصرية 50%
شهدت واردات المملكة المتحدة تحولاً ملحوظاً
في هيكلها في الفترة ما بين عامي 2018 و2022، حيث اتسع نطاق استيراد المنتجات
الزراعية من مصر بنسبة 50%، سواء كانت طازجة أو مجففة أو مجمدة، في حين شهدت
المنتجات المغربية زيادة تقارب ثلاث مرات.
على الجانب الآخر، شهدت الواردات من الموردين
التقليديين في أوروبا مثل هولندا وبلجيكا وفرنسا انخفاضًا ملحوظًا، حيث انخفضت
الواردات الفرنسية إلى النصف خلال فترة الخمس سنوات الماضية.
من جهة أخرى، نجحت بولندا، على الرغم من
عضويتها في الاتحاد الأوروبي، في تعزيز حصتها في السوق البريطانية، حيث ارتفعت
وارداتها من الفواكه والخضروات البولندية بنسبة 33% على مدى الخمس سنوات.
الاضرابات المناخية في إسبانيا
بالإضافة إلى ذلك، شهدت الواردات الإسبانية
ارتفاعًا في عام 2022، ويعكس ذلك الزيادة في أسعار المنتجات بسبب الاضطرابات
المناخية والأحداث السلبية الأخرى في الفترة من 2022 إلى 2023. وقبل هذه التحولات،
كانت أرقام الصادرات الإسبانية نسبياً مستقرة.
خارج حدود أوروبا، قامت المملكة المتحدة
أيضًا بتوسيع علاقاتها التجارية مع بيرو وتركيا، مع تقليل مشترياتها من الفواكه
والخضروات من جنوب إفريقيا وأميركا وكوستاريكا وكولومبيا وتشيلي. في كثير من
الحالات، استحلت واردات المملكة المتحدة من مصر والمغرب مكان المنتجات القادمة من
هذه الدول الأخرى.
أقرأ أيضًا:
تأثير ظاهرة النينو على أسعار السكر والكاكاو والقهوة.. ارتفاعات حادة وتحذيرات من تضخم الغذاء في 2024