بعد ارتفاع سعره... فهل يلجأ المستهلك لإعادة تدوير الزيت ؟
سارة داغر
الخميس , 15-02-2024 10:25 ص
AAA
تشهد الفترة
الحالية ارتفاع في كافة السلع الغذائية في مصر، ويرجع ذلك لعدد من الأسباب مثل تلاعب
التجار واحتكار الأسواق وارتفاع أسعار الدولار في الأسواق الموازية، بالإضافة الى
قلة المعروض وزيادة الطلب على المنتجات، ومن بين تلك السلع.
وزادت أسعار السلع بشكل مبالغ فيه، وتسببت في أزمة حقيقية لدى
المواطنين، وتعتبر من المنتجات الاستراتيجية الأساسية، التي لا غنى عن استخدامها،
هي زيوت الطعام.
ارتفاع أسعار الزيوت
سجل سعر زجاجة
الزيت اللتر نحو 100 جنيه فيما يتوقع البعض ارتفاع أسعار الزيوت خلال الفترة
القادمة لتصل إلى نحو 180 جنيها أو أكثر للكيلو وذلك بعد أن أعلنت بعض شركات زيوت
الطعام ارتفاع الأسعار بنسبة 15% منذ بداية شهر يناير 2024 الماضي ووصلت أسعار
الزيوت لدى تجار الجملة ما بين 1000 و4000 جنيه للطن
استخدام زيوت مُعاد
تدويرها بسبب ارتفاع الاسعار
وأدى ارتفاع
أسعار زيوت الطعام إلى لجوء المواطنين إلى استخدام الزيت السائب والزيوت المعاد
تدويرها خاصة في المناطق الشعبية وذلك كبديل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
فيما ارتفعت
أسعار الزيت السائبة بنسبة 70% بعد كثرة الطلب على شرائه وعزوف المواطنين عن شراء
الزيوت المعبأة من المحال التجارية بسبب زيادة الأسعار التي تفوق قدرتهم على
الشراء وذلك وفقاً لما قاله التجار في الأسواق.
ومن جهته، كشف
حازم المنوفي رئيس شعبة المواد الغذائية في الغرفة التجارية بالإسكندرية، عن أسباب
ارتفاع أسعار الزيوت وما سيحدث خلال الفترة المقبلة قائلاً: "ارتفعت أسعار
زيوت الطعام وكافة السلع الغذائية خلال الفترة القليلة الماضية بسبب ارتفاع سعر
الدولار ولأنه يتم الاعتماد على الاستيراد بنسبة كبيرة تصل إلى 100% ولا يتم إنتاج
إلا زيت الزيتون في مصر".
وصرح رئيس شعبة
المواد الغذائية في الغرفة التجارية أن من ضمن أسباب ارتفاع أسعار الزيوت المنتجون
أنفسهم، الذين يضعون أسعارا مبالغا فيها، حيث وصلت نسبة الزيادة حوالي 33% بدءًا
من أول شهر يناير الماضي.
توقعات بتراجع أسعار
الزيوت
وشدد حازم
المنوفي أن هناك حالة من التذبذب في أسعار الزيوت حالياً بعد انخفاض أسعار الدولار
في السوق السوداء، ومن المتوقع تراجع سعر الزيت خلال الفترة القادمة ولا يحدث
زيادة في أسعار الزيوت مع دخول شهر رمضان، لأن الزيت متوافر بكميات كبيرة في
الأسواق لكن ما يسبب أزمة في الأسعار هو عدم التوازن بين المعروض والمطلوب من زيت
الطعام
وقد أكد السيد
البسيوني عضو اللجنة العليا للزيوت في تصريحات سابقة، أن زيادة سعر الزيت غير
مُبررة بالمرة وجميع زيوت الطعام مستوردة بنسبة 98% وصعوبة توفير الدولار وارتفاع
تكاليف سلاسل الإمداد من ضمن أسباب ارتفاع سعر الزيت.
أشار أحمد
كركندي، عضو في شعبة المواد الغذائية باتحاد الغرف التجارية وصاحب إحدى السلاسل
التجارية الكبرى في القاهرة والقليوبية، إلى زيادة غير مبررة في أسعار الزيت
المعبأ.
بحجة ختام التعاملات المالية للسنة
وأوضح أن
الشركات الكبيرة في قطاع الزيوت بالسوق المحلية قامت بتوقيف توزيع المنتجات بداية
من ارتفاع الأسعار، بزعم ختام التعاملات المالية للسنة، لكن الحقيقة المؤلمة تكمن
في استعداد تلك الشركات لرفع الأسعار الرسمية بنسبة تزيد عن 35%، الأسعار الحالية
للزيوت في هذه الشركات تتراوح بين 72 و80 جنيها للتر، مما أدى إلى ظهور سوق سوداء
حيث يتم بيع زجاجة الزيت بأسعار تفوق السعر الرسمي.
وأوضح كركندي
أن سعر كرتونة الزيت المكونة من 12 زجاجة ارتفع من 700 إلى 800 جنيه، وأن سعر
الزجاجة الواحدة يصل إلى حوالي 66.5 جنيه بالجملة، وعند وصولها للمستهلك يصل سعرها
إلى 80 جنيها نتيجة نقص المعروض. وأكد كركندي أن استمرار ارتفاع أسعار الزيوت يدفع
التجار إلى زيادة الأسعار أكثر مع اقتراب شهر رمضان، حيث يرتفع الطلب المحلي بشكل
كبير.
يُذكر أن مصر
تعتمد بنسبة كبيرة على استيراد زيوت الطعام، حيث تصل نسبة الاستيراد إلى أكثر من
97% من مجموع حجم الاستهلاك السنوي البالغ نحو 2.4 مليون طن. وتنتج مصر نسبة قليلة
تصل إلى حوالي 3% من المحاصيل الزيتية وفقًا لتصريحات سابقة لمساعد وزير التموين.