المشروبات الرمضانية.. أسرار التسمية وأصول تاريخية تمتد لمئات السنين
أميرة محمد
الأحد , 16-03-2025 5:32 م
AAA
السوبيا
يرتبط شهر رمضان المبارك بالعديد من الطقوس والعادات التي تميز مائدة الإفطار، ومن أبرز هذه العادات تواجد المشروبات الرمضانية التي تحمل تاريخًا طويلًا وقصصًا مثيرة.
1. قمر الدين
يُعد مشروب قمر الدين من أشهر المشروبات الرمضانية في مصر وعدد من الدول العربية، وهو مصنوع من عصير المشمش المجفف.
أصل التسمية
تتعدد الروايات حول سبب تسمية قمر الدين بهذا الاسم:
إحدى الروايات تشير إلى أن التسمية تعود للخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، الذي كان يأمر بتوزيع مشروب المشمش فور رؤية هلال رمضان، فسُمي "قمر الدين".
رواية أخرى تقول إن الاسم يعود إلى أشهر صانع لهذا المشروب، وكان يُدعى "قمر الدين".
رواية ثالثة تشير إلى أن المشروب يعود إلى قرية "قمر الدين" في بلاد الشام، حيث بدأ تصنيعه في القرن التاسع الهجري، ثم انتقل إلى مصر والمغرب العربي.
طريقة التحضير
يُصنع قمر الدين من عصير المشمش الذي يُجفف تحت أشعة الشمس، ثم يتم تقطيعه إلى شرائح أو مربعات ويُذاب في الماء لتقديمه كمشروب منعش.
2. الخشاف
يُعد الخشاف من المشروبات الرمضانية التقليدية، وهو عبارة عن مزيج من الفواكه المجففة والمكسرات المنقوعة في الماء أو العصير.
أصل التسمية
يعود أصل كلمة "خشاف" إلى اللغة التركية، حيث تعني "التمر المنقوع".
في اللغة الفارسية، تعني الكلمة "الشراب الحلو" أو "العصير".
أما مصطلح "ياميش" الذي يُستخدم مع الخشاف، فهو مصري الأصل ويعود إلى العصر الفاطمي، ويعني "الفواكه المجففة".
3. السوبيا
مشروب السوبيا من المشروبات الرمضانية الشهيرة في مصر، ويُصنع من الماء والحليب وجوز الهند والفانيليا.
أصل التسمية والتاريخ
يعود تاريخ السوبيا إلى عصر المماليك قبل حوالي 800 عام، حيث كانت الظروف الاقتصادية الصعبة سببًا في انتشار هذا المشروب، إذ لجأ الناس إلى خلط الدقيق والسكر والماء مع جوز الهند لصنع مشروب مشبع ومغذٍ.
تشير روايات أخرى إلى أن المصريين القدماء كانوا يصنعون مشروبًا مشابهًا باستخدام بقايا الخبز، حيث يضيفون إليه الخميرة والسكر لصنع مشروب منعش.
4. التمر الهندي
التمر الهندي من المشروبات الأساسية في رمضان، وتعود أصوله إلى الهند وشرق إفريقيا الاستوائية.
وقد اشتهر في مصر منذ عصر المماليك، حيث تم استخدامه كبديل للخمر في موائدهم الرمضانية.
كيف وصل إلى مصر؟
وفقًا للدكتور محمد عبد الحليم، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، فإن العرب استوردوا التمر الهندي من الهند وشرق إفريقيا، وأطلقوا عليه اسم "التمر الهندي".
وقد ذكر الدكتور حمزة الجبالي في كتابه "أسرار العلاج بالنباتات الطبية والمكسرات والتوابل" أن هذا المشروب يزرع في جنوب شرق آسيا، ومن هناك انتقل إلى الدول العربية.
السبب في ارتباطه برمضان
ارتبط التمر الهندي بشهر رمضان لقدراته الفعالة في تخفيف العطش، ليصبح من المشروبات الأساسية على مائدة الإفطار في مصر حتى اليوم.
5. العرقسوس
يُعتبر العرقسوس من المشروبات الرمضانية المحببة، وتعود أصوله إلى العصر الفرعوني، حيث عُثر على بذور نبات العرقسوس في مقبرة الملك توت عنخ آمون. وكان الأطباء في ذلك الوقت يستخدمونه لإضافة نكهة حلوة للأدوية المرة، مما يسهل تناولها.
الفوائد الصحية
أوصى به الطبيب العربي ابن البيطار لعلاج أمراض الكبد والحلق.
يُساعد في تخفيف التهابات المعدة وأمراض الصدر إذا تم مضغه.