ارتفعت أسعار السكر عالميا بشكل كبير
مع تفاقم الطلب المتزايد مع تدهور توقعات الطقس، بسبب هطول الأمطار في غير موسمها
في الهند والمحصول الأوروبي السيئ وظروف الجفاف أثرت سلباً في الإنتاج العالمي، وعلى غرار ذلك، قال محللون إنه لا يزال هناك
مجال لارتفاع الأسعار، وكانت قد ارتفعت العقود الآجلة للسكر الخام في الأيام
الأخيرة إلى 24 سنتاً للرطل ووصلت إلى أعلى مستوى لها في 11 عاماً.
وأوضح محلل السكر في "ستاندرد أند
بورز" جيريش شيموال أن أساسات السكر صعودية للغاية بالنسبة إلى الأسعار لتبقى
مرتفعة على المدى القصير إلى المتوسط"، مشيراً إلى أخطار الطقس التي يعانيها
كبار منتجي السكر، في حين يمكن أن ينتقل ارتفاع الكلفة إلى المستهلكين في شكل حلوى
أغلى ثمناً.
و قال جون ستانسفيلد، كبير محللي السكر
في منصة بيانات السلع "دي أن أي إكس تي" إن ارتفاع أسعار الحلويات
والمشروبات القائمة على السكر سيشمل ارتفاع قيم السكر، أضاف أن أسعار المواد الغذائية المصنعة آخذة في
الارتفاع على مستوى العالم.
مخاوف الإنتاج
وتابع "ستانسفيلد" أنه في قطعة من
الشوكولاتة لديك الحليب ومسحوق الكاكاو وما إلى ذلك، وهذه الكلفة آخذة في الارتفاع
أيضاً، كما أن كلفة الطاقة والعمالة لصنع مثل هذه السلع آخذة في الارتفاع، وأضاف
أنه في الأسابيع الأخيرة بدأ موسم تكسير قصب السكر في آسيا في التلاشي، وشهدنا
تنقيحات تنازلية كبيرة في المحاصيل في البلدان المنتجة الرئيسة، وعلى الأخص الهند
وتايلاند والصين وباكستان"، مع الإشارة إلى أن الهند هي ثاني أكبر منتج للسكر
في العالم بعد البرازيل.
تقليص الإنتاج
وفي أوائل أبريل قلصت جمعية تجارة
السكر في عموم الهند تقديرات إنتاج السكر بنسبة ثلاثة في المئة تقريباً المحصول
الذي يمتد من أكتوبر 2022 إلى سبتمبر 2023، واستشهدت الجمعية بهطول الأمطار غير
الموسمية في ولاية ماهاراشترا الهندية التي تمثل أكثر من ثلث إنتاج السكر في
البلاد.
تضخم أسعار السلع الغذائية
أضاف ستانسفيلد أن انخفاض الإنتاج
تضاعف بسبب ضعف محصول البنجر الأوروبي الناتج من انخفاض مساحة الأرض والجفاف
الشديد في الصيف، فضلاً عن استمرار الطلب في التعافي من فترة "كوفيد"،
ويأتي نحو 80 في المئة من إنتاج السكر العالمي من قصب السكر وفقاً لمنظمة السكر
الدولية بينما يأتي 20 في المئة من البنجر، وتوقع شيموال من "ستاندرد أند
بورز" أن يرفع الطقس القاسي أسعار السعر بشكل أكبر مما هي عليه الآن.
الأسواق العالمية
وفي حين أن الصين يمكن أن تعتمد على
احتياطات الدولة لتخفيف الضغط في الأسواق العالمية، حذر شيموال من أن هناك عديداً
من العوامل التي يمكن أن تدفع الأسعار إلى الأعلى وقال أن أخطار ظاهرة إلنينيو تحول دوري في نظام
المحيط والغلاف الجوي في المحيط الهادئ الاستوائي الذي يؤثر في الطقس في جميع
أنحاء العالم، على توقعات الإنتاج الآسيوي يمكن أن تعوض في المدى المتوسط وترفع
الأسعار كثيراً.
ووفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي،
هناك فرصة بنسبة 62 في المئة لظهور ظاهرة "إلنينيو" من مايو إلى يونيو ،
أنه اعتماداً على هطول الأمطار الموسمية الآسيوية، من المحتمل أن تصبح سوق السكر
"متقلبة للغاية" وسيتأثر الطقس على المدى المتوسط، كما أدى هطول الأمطار
في البرازيل، المنتج الأول، إلى إبطاء بدء موسم الحصاد في أبريل.
وقال محلل السلع في شركة "فيتش
سوليوشنز" ماثيو بيجين إن حصاد قصب السكر في المنطقة الجنوبية الوسطى
بالبرازيل، والذي يمثل 90 في المئة من إنتاج البلاد، يمتد من أبريل إلى ديسمبر، سيكون
محصوله مقياساً رئيساً للمراقبة، لكنه أشار إلى ارتفاع أسعار السكر بشكل كبير للغاية في الوقت الحالي لدرجة أنه حتى
لو هدأت الأسعار بشكل كبير عندما يصل الحصاد البرازيلي إلى السوق فلا يزال من
الممكن اعتبار الأسعار مرتفعة فوق المستويات التاريخية.
عوامل ارتفاع الأسعار
أيضاً هناك عامل آخر يدفع الأسعار إلى
الأعلى وهو قرار "أوبك+" المفاجئ الأخير بخفض إنتاج النفط بنحو 1.16
مليون برميل يومياً، وكتبت شركة الأبحاث "فيتش سوليوشنز" في تقرير،
بتاريخ 13 أبريل، أن ذلك شجع على تحويل قصب السكر نحو إنتاج الإيثانول والابتعاد
عن إمدادات السكر. وأشار بيجين إلى أن "قرار أوبك والارتفاع في أسعار النفط
من المرجح أن يبقي الأسعار مرتفعة"، مشيراً إلى أن الدفع نحو تفويضات الوقود
الحيوي المتزايدة سيضع حداً أدنى للأسعار على المدى الطويل.
انعدام الأمن الغذائي
ويتوقع مع ارتفاع أسعار المواد
الغذائية أن تكون البلدان التي تتصارع مع مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي
الأكثر تضرراً من ارتفاع أسعار السكر، بحسب شيموال من "ستاندرد أند
بورز" الذي أشار إلى أن ذلك سيضر "بشدة" دول شمال أفريقيا وجنوب
الصحراء الأفريقية حيث يرتفع استهلاك السكر والطلب على الواردات، في حين قال
ستانسفيلد يرى المستهلك العادي بالفعل تأثير ارتفاع الأسعار.