التقليل المفرط من الملح.. مخاطر غير متوقعة على القلب والصحة

يُعد الإفراط في تناول الملح مشكلة صحية معروفة، إذ يرتبط بارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. 

لكن ما قد لا يدركه الكثيرون هو أن التقليل الشديد من الملح يمكن أن يكون ضارًا بنفس القدر، وفقًا لما أكده خبراء الصحة.

لا تقلل الملح أكثر من اللازم

حذّر الدكتور سوراب سيثي، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي بجامعة هارفارد، من المخاطر التي قد تترتب على تناول أقل من ملعقة صغيرة من الملح يوميًا، موضحًا أن الملح ضروري للحفاظ على ترطيب الجسم ومنع انخفاض ضغط الدم الحاد.

وأضاف: "بدون كمية كافية من الملح، قد تتعرض للجفاف الشديد، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في حجم الدم، وبالتالي الشعور بالدوخة والإغماء."

المخاطر الصحية لعدم تناول الملح بشكل كافٍ

1. زيادة خطر الوفاة بسبب قصور القلب

قد يُصاب القلب بالفشل عندما يعجز عن ضخ الدم بكفاءة إلى أنحاء الجسم. 

وتشير الدراسات إلى أن الأنظمة الغذائية منخفضة الصوديوم ترتبط بزيادة خطر الوفاة لدى الأشخاص المصابين بقصور القلب.

2. ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار

أظهرت الأبحاث أن تقليل الملح بشكل مفرط قد يؤدي إلى زيادة مستويات الكوليسترول الضار (LDL) بنسبة 5% والدهون الثلاثية بنسبة 6%، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

3. مقاومة الأنسولين وارتفاع السكر في الدم

ترتبط الأنظمة الغذائية المنخفضة الصوديوم بزيادة مقاومة الأنسولين، وهي حالة تجعل خلايا الجسم لا تستجيب جيدًا للأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وهو عامل خطر رئيسي لمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.

4. الدوخة والغثيان ونقص صوديوم الدم

يؤدي انخفاض مستوى الصوديوم في الدم إلى حالة تعرف بـ "نقص صوديوم الدم"، والتي تسبب أعراضًا مثل الدوخة، الغثيان، وحتى الإغماء، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم.

5. ضعف صحة الكبد

أظهرت الدراسات أن تقليل الملح بشكل كبير قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد، مثل تليف الكبد والاستسقاء (تراكم السوائل في البطن)، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.

كمية الملح الموصى بها يوميًا؟

توصي الإرشادات الصحية بتناول أقل من 2300 ملليجرام من الصوديوم يوميًا، أي ما يعادل ملعقة صغيرة من الملح. 

ولكن التقليل عن هذا الحد قد يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوبة على الصحة.

في حين أن الإفراط في استهلاك الملح يمثل خطورة على الصحة، إلا أن تقليله بشكل مفرط قد يكون أكثر ضررًا. 

لذا، من الضروري الحفاظ على توازن صحي في استهلاك الصوديوم لضمان سلامة القلب والجسم.