أثارت حملات دعم
"المنتج المصري"، التي أطلقها رواد السوشيال ميديا جدلاً واسعًا في
الآونة الأخيرة، لما تردد على لسان بعض الأشخاص من أحقية دعم المنتجات المحلية في
إطار تعزيز وتوطين الصناعة المصرية، وهو الأمر الذي ساهم بالطبع في سطوع عدد من الشركات المحلية، إذ على آثارها تم تداول قوائم على مواقع التواصل الاجتماعي، تضم العديد من أسماء منتجات تكاد تكون مندثرة تمامًا أمام المنتجات الأخرى التي نادت الحملات لمقاطعتها.
ولكن عند متابعة المشهد على السوشيال ميديا تتخيل أن المنتجات المصرية منتشرة في الأسواق ولكن الحقيقة غير ذلك، فبمجرد نزولك لأرض الواقع ستستشعر النقص الحاد الذي تعاني منه الأسواق من المنتجات المحلية وبالتالي ففكرة أن تكون بديلا للمستورد هو أمر يحتاج لإعادة النظر.
توطين الصناعة بسهولة
كما ذكرنا في السطور الماضية عند النظر إلى منصات السوشيال ميديا، و تصفح تلك القوائم، فـ عادة ما تشعر بالفخر
والسعادة لكثرة المنتجات المصرية، حيث يستحضر على ذهنك بسهولة إمكانية الاستغناء
عن تلك المنتجات الأخرى الأجنبية.
نادرة تمامًا
ولكن سرعان ما يذهب هذا الانبهار، فـ عند النزول على أرض الواقع، تجد أن كل ما يتم
تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي ما هو إلا وهم، إذ تكاد تكون تلك المنتجات نادرة
وغير متوفرة بالأسواق.
وفرة بالمنتجات وتصدير بالخارج
وعلى ذكر تلك الشركات، تأتي واحدة من أقدم الشركات المصرية، وهي "قها"
للصناعات الغذائية، والتي تم تداول منتجاتها بشكل كبير، لما تنتجه من عصائر طبيعية،
ومربى، وخضراوات وبقوليات مجمدة ومخللات، بالإضافة إلى منتجات البلح.
زيادة تصدير
ولكن ما يتم تجاهله من رواد السوشيال ميديا، هو أن قها هي شركة مصرية 100% بالطبع،
ولكنها لا تستهدف السوق المحلي، حيث تعمل الشركة على تصدير منتجاتها إلى 10 دول
عربية وأجنبية.
بالإضافة إلى أنها كانت تتطلع إلى اختراق أسواق 6 دول أخرى، بما في ذلك ألمانيا،
وإثيوبيا، وكينيا، ولبنان، والسودان.
منتجات محدودة بالمنافذ
وفيما يتعلق بالسوق المحلي بمصر، فإن الشركة تطرح عدد محدود جدًا من منتجاتها في
بعض المنافذ، مثل جامعات الأزهر، وعين شمس، ومصر للعلوم والتكنولوجيا، إلى جانب
الأندية الرياضية، ومحطات الوقود.
خطط غير منفذة
وكانت قد كشفت في عام 2022 عن تواصلها مع عدد من السلاسل التجارية الكبرى بطرح
منتجاتها، بما في ذلك (كارفور، هايبر، خير زمان)، ولكن حتى الآن لم يتم اتخاذ تلك
الخطوة.
أقدم الشركات المصرية
وبالنسبة لشركة أجا، فـ تعد أيضًا واحدة من أقدم الشركات المصرية والتي تأسست عام
1982، وقد حظيت باهتمام رائد على منصات السوشيال ميديا، لما تنفرد به من إنتاج العديد من المنتجات بما في ذلك،
مشروبات العصائر مع حبيبات الفاكهة، والمخللات، وزيت الزيتون، والخضراوات المجمدة.
غياب بالأسواق المصرية
وعلى الرغم من أنها تحظى بشعبية متزايدة في حملات الدعم، إلا أن رواد التواصل
الاجتماعي قد تسألوا عن إمكانية تواجد منتجاتها، والتي عند البحث وُجد إن الشركة
تقوم بطرح نوعين فقط من نكهات العصائر في السوق المصرية، وهي المانجو والجوافة.
لتستهدف الشركة هي الأخرى، التصدير بالخارج.
الجوهرة وشيبسيكو تتصدر الأسواق العالمية
أما شركة الجوهرة، التي تعد واحدة من أعرق الشركات في صناعة الشاي بـ مصر، فقد جذب
الرواد النظر إليها، حيث عادة ما كانوا يعتادون على رؤية منتجاتها في صفوف الأرفف،
وذلك قبل أن تعيد حملات المقاطعة النظر إليها.
ليتم البحث كثيرًا عن أماكن تواجدها، ولا يتم الوصول إليها، ولكن هدف الشركة واضح،
فهي لم تستهدف الأسواق المصري، وتعمل على تصدير الشاي بالخارج، إذ تعد من أكبر
الشركات التي تصدر الشاي الأخضر إلى ليبيا.
كما أن منتجات "شيبسيكو" و"مصراوي" و"سو ماتش"، تحظى
بإقبال كبير في الخارج، حيث تستحوذ هذه المنتجات على النسبة الأكبر من صادرات
الشركة، والتي تمثل نحو 12% من إجمالي الإنتاج.
نوع واحد فقط على الأرفف المصرية
لتأتي مثل هذه الشركات أيضًا التي تعتزم وتقوم بتصدير منتجاتها إلى الخارج دائمًا،
هي السويسرية للمركزات والمكرونة.
فـ على الرغم من أن الشركة تتمتع بوجود العديد من منتجات المكرونة والصلصة، إلا أنها
لا تقدم إلا نوع واحد، وهو "روعة".
لماذا تتجاهل الشركات المصرية الأسواق المحلية؟
وبذلك نجد أنه على الرغم من أن حملات الدعم عملت على إبراز العديد من الشركات
المصرية، بل وجنت ثمارها، حيث اتجهت بعض الشركات إلى زيادة مبيعاتها وطرح منتجات
جديدة، مثلما فعلت "سبيرو سباتس".
ولكنها على الجانب قد أثارت تساؤلات عديدة عن تجاهل تلك الشركات الأسواق المصرية،
وتركيزها على التصدير بالخارج.