عندما يفتح أي شخص زجاجة من المشروب الغازي "فانتا" الذي يحظى بشعبية كبيرة ويباع في 188 سوقًا حول العالم، فحتمًا أول ما يدور في ذهنه كيف صنع هذا المشروب اللاذع العجيب، فهو يأتي ضمن مجموعة متنوعة من النكهات التي تروي العطش مثل الأناناس والبرتقال وبينا كولادا ونكهة فاكهة التنين المحدودة.
الوجه الآخر للحرب العالمية
على مدى سنوات كثيرة، اكتسبت فانتا سمعة طيبة كمشروب ممتع ولذيذ للغاية على المستوى المحلي والدولي، ويصف موقع" Business Insider" فانتا، بأنه منتج ملون يتم تسويقه على أنه علامة تجارية "متعددة الثقافات" و "تحب المرح" ومع ذلك، فإن ما لا يعرفه الكثير من المستهلكين الدوليين هو أصل "فانتا"، باعتبارها ثاني أقدم علامة تجارية لشركة Coca-Cola الشهيرة، واكتسبت Fanta شعبية سريعة في ألمانيا في وقت كان العالم على وشك الدخول في حرب عالمية.
في البداية، تم صنع فانتا كوسيلة لمواصلة مبيعات "كوكا كولا" في ألمانيا عندما لم يكن من الممكن الحصول على مكونات الكولا التقليدية بسبب الحرب العالمية الثانية، وذلك حسب ما ورد في أحد تقارير الكاتب فريدريك ألين حول قصة تحول كوكاكولا إلى أفضل علامة تجارية في العالم.
مصنوع من بقايا الطعام
أوضح الكاتب فريدريك ألين، أنه عندما صعد أدولف هتلر إلى السلطة خلال الثلاثينيات، كانت مبيعات كوكاكولا تنمو أيضًا في ألمانيا، على الرغم من كون شركة Coca-Cola شركة أمريكية، ويرجع ذلك إلى تسويقها كمشروب لـ "الأشخاص الكادحين" في ألمانيا في الأربعينيات من القرن الماضي، وتم تعيين رجل الأعمال ماكس كيث مسئولًاعن ممتلكات شركة كوكا كولا في البلدان الأوروبية التي تحتلها الحكومة الألمانية.
وبعد ذلك بوقت قصير، كما كتب Allen في "Secret Formula"، بدأ Keith في بيع مشروب غازي جديد يسمى Fanta عندما لم يتمكن من الحصول على مكونات Coca-Cola، في محاولة لصنع مشروب يحتوي على الكافيين مشابه لها، وعمل كيث مع العلماء لابتكار مشروب جديد، حتى توصلوا إلى مشروب تتكون مكوناته من بقايا الفاكهة المستخدمة.
لكن خلال أيامها الأولى، لم تكن فانتا بالتأكيد مزيج الفواكه الذي أصبح العالم يحبه، ومع ذلك، فإنه في ذلك الوقت كان مشروبًا يعشقه الشعب الألماني، وتمت مقارنة المشروب بعصير الليمون المنعش.
