حذرت الأبحاث العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية، من أن منطقة «حزام الذرة» ستواجه على الأرجح مشاكل متزايدة مع عدوى «الأفلاتوكسين» في المستقبل القريب، ما يدعو
إلى اتخاذ تدابير علاجية لتفادي المشكلة.
ولا يقتصر الأمر على استخدامه لإطعام البشر على شكل حبيبات، ورقائق كورن فليكس وغيره، ولكن أيضًا كعلف أساسي للماشية والدواجن، ولصنع الإيثانول كمادة مضافة للبنزين، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية.
وفي محاولة لقياس تأثير تغير المناخ على هذا المورد الحيوي، قام باحثون في جامعة ولاية «ميتشيجان» الأمريكية بتشغيل سيناريوهات نموذج المناخ، وتوقعوا أن تصبح عدوى الأفلاتوكسين مشكلة في السنوات القليلة المقبلة.
ويمكن أن تصيب تلك الفطريات الفول السوداني وأشجار الجوز والذرة، ولا يؤدي ذلك إلى تدهور جودة الذرة فحسب، بل يتسبب أيضًا في مشاكل صحية للإنسان والحيوان، اعتمادًا على مقدار وطول وقت تناوله، بينما يحدث تلوث الأفلاتوكسين بانتظام في جنوب الولايات المتحدة بسبب مناخها الحار والجاف، إلا أنه نادرًا ما يمثل مشكلة خطيرة في منطقة إنتاج الذرة.
وأوضحت الباحثة «فيليسيا وو» الخبيرة الدولية في سلامة الأغذية في قسم علوم الأغذية والتغذية البشرية وقسم الزراعة والأغذية واقتصاديات الموارد في جامعة ولاية ميشيجان: «عندما قمنا بتشغيل سيناريوهات نموذج المناخ على المدى القريب، وجدنا أنه بين عامي 2031 و 2040 سيصبح الأفلاتوكسين مشكلة أكبر في حزام الذرة بالولايات المتحدة في الغرب الأوسط»، مضيفة: «آخر مرة حدثت فيها مشكلة خطيرة كانت في عام 2012 عندما كان لدينا صيف حار وجاف بشكل غير عادي في جميع أنحاء الغرب الأوسط؛ ولا سيما آيوا وإلينوي وإنديانا».
وتخلق الظروف الجوية الحارة والجافة أرضًا خصبة لتكاثر تلوث الأفلاتوكسين، ما يشجع الفطريات على أن تنتقل عبر الهواء وتتسلل إلى المحاصيل.
وأشارت الدراسة إلى أن الباحثين يستخدمون بالفعل تقنيات تربية حيوية وتقنيات تربية تقليدية لتطوير محاصيل هجينة يمكنها تحمل الجفاف وتلف الحشرات والالتهابات الفطرية.
وفي أجزاء كثيرة من العالم، يستخدم مزارعو الذرة المكافحة الحيوية لتقليل الأفلاتوكسين، ويصيبون النباتات عن قصد بفطريات الرشاشيات التي لا تنتج الأفلاتوكسين، وبالتالي استبعاد الفطريات التي تنتج الأفلاتوكسين بشكل تنافسي.
الاحتمال الآخر هو تحويل إنتاج المحاصيل إلى شمال أو جنوب حزام الذرة الحالي، حيث يكون المناخ أكثر برودة أو رطوبة، لتقليل مخاطر الأفلاتوكسين، ويمكن للمستهلكين أيضًا المساعدة في تحمل المسئولية عن صحتهم وتخفيف مخاطر الأفلاتوكسين عن طريق تناول الخضار والثوم.
سم الأفلاتوكسين
All rights reserved. food today eg © 2022