يُعد الكشري من أشهر الأطباق الشعبية في مصر، حيث يجمع بين مكونات بسيطة مثل الأرز، المكرونة، العدس، الحمص، البصل المقلي، وصلصة الطماطم الحارة. وقد أصبح الكشري رمزًا للهوية المصرية ويُقدّم في كل الأحياء والمناطق. لكن ما هو أقدم محل كشري في مصر؟ وكيف بدأت رحلة هذا الطبق الذي أصبح جزءًا من التراث الغذائي المصري؟
أصول الكشري في مصر
تعود أصول الكشري إلى المطبخ الهندي، حيث كان يُعرف بطبق مشابه يُسمى "كيتشاري" أو "كيشري" ويتكون من الأرز والعدس. انتقل هذا الطبق إلى مصر خلال فترة الاحتلال البريطاني في القرن التاسع عشر. وبمرور الوقت، أضاف المصريون لمساتهم الخاصة، مثل المكرونة، الحمص، والبصل المقلي، ليصبح الكشري كما نعرفه اليوم.
أقدم محل كشري في مصر
يُعد محل كشري أبو طارق الواقع في منطقة وسط البلد بالقاهرة من أقدم وأشهر محلات الكشري في مصر. تأسس المحل في عام 1950 على يد الحاج طارق يوسف الذي ورث المهنة عن والده، والذي كان يعمل في بيع الكشري في عربات متنقلة منذ ثلاثينيات القرن العشرين.
موقع متميز
يقع محل أبو طارق في شارع معروف بوسط القاهرة، مما يجعله مقصدًا للسياح والمصريين من مختلف الفئات الاجتماعية. ورغم التوسع في فروع أخرى، لا يزال الفرع الرئيسي هو الأكثر جذبًا للزوار الذين يبحثون عن الطعم الأصيل.
تأثير الكشري في الثقافة المصرية
لم يقتصر دور الكشري على كونه وجبة غذائية فقط، بل أصبح جزءًا من الثقافة الشعبية المصرية. يتم تناوله في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات، وحتى خلال الأوقات العصيبة. كما تُقام مسابقات سنوية لأفضل محل كشري في مصر، حيث يتنافس أصحاب المحلات على تقديم أفضل طعم وجودة.
يظل الكشري المصري رمزًا للطعام الشعبي الذي يجمع المصريين بمختلف فئاتهم، ويعتبر أقدم محلات الكشري، مثل أبو طارق، شاهدة على تاريخ طويل من التقاليد والابتكار. في كل مرة تتذوق فيها طبق كشري، تأخذك النكهات إلى رحلة عبر الزمن لترتبط بجذور المطبخ المصري العريق.
