مهما تطورت المشروبات الساخنة التي نشربها، يبقى أهالي الصعيد محتفظين بحبهم الأبدي لشرب الشاي، خاصةً التي تُشرب بعد الظهيرة والتي يحبون تسميتها بشاي العصاري، ولهذا الكوب الصعيدي نكهة مختلفة تختلف عن أي كوب شاي تتناوله في أي مقهى، وطقوس لإعداده ورائحة طبيعة عطرة، تعالوا لنحكي لكم قصة العشق بين الصعيدي وكوب شاي العصاري.
مذاق ورائحة مميزة
يمكن سؤال والدك أو أي شيخ كبير عاش في الصعيد أو حل ضيف عليهم، ليقول لك أن مذاق الطعام والشراب قديمًا قبل اختراع البوتاجاز كان مميز خاصة في الصعيد، وتستطيع بسهولة معرفة الطريقة التي أعد بها الشاي فور تذوقه، فهو يأخذ رائحة ومذاق الأداة التي أعد عليها، رائحة ومذاق الشاي الذي أعد على السبرتاية يختلف عن الذي أعد فوق الباجور، أو على "قوالح" الذرة و الأخشاب المحترقة، وفي الصعيد يتفننوا في إعداد الشاي بهذه النكهات المميزة التي لا تعرفها نحن من الأجيال الحديثة.
ورغم انتشار البوتاجاز والغلايات الكهربائية، إلا أن أهالي الصعيد "الرايقين" ما زالوا يشربون شاي العصاري فوق قوالح الذرة وعلى السبرتاية.
ليه شاي الصعايدة تقيل؟
الشاي الصعيدي يختلف بالطبع عن أي شاي أخر تتناوله، فهو ثقيل مر «يعدل المزاج»، هم يعتقدون أن الشاي لن يؤثر في الإنسان إلا إذا كان «تقيل مر»، هم لا يفضلون شرب القهوة، لكن الشاي منذ قديم الزمن عند أهالي الصعيد هو علاج لكثير من الأمراض الجسدية والنفسية، فإذا كنت تعاني من نزلة برد يكفيك شاي تقيل بعصرة ليمون وسوف يزول البرد، أما إذا كنت تسرع بالصداع فكوب خمسينة صعيدي ثقيل كفيل بأن «يعدل المايلة» ويعود التوازن إليك، والشاي في صعيد مصر وسيلة سهلة للتدفئة، أما شاي العصاري بالنعناع فهذه قصة أخرى تعدل المزاح وتعيد الروح للقلب الحزين كما يقول الشارع من الروقان خاصة في جلسات الأصدقاء.
وجبات خفيفة تقدم بجانب الشاي في الصعيد
لا يختلف شرب الشاي في الصعيد في الشتاء عنه في الصيف، فهو مشروب كل المواسم والمناسبات والأوقات، ولكن في وقت العصاري أي ما بعد الظهيرة، يتم تناول الشاي مع وجبة خفيفة من المعجنات تختلف من الصيف للشتاء، ففي الشتاء يتم تناول فريسكا الصعيد وهي نوع من المعجنات الدسمة وليست تلك التي تباع على الشواطيء، تخبز وتقدم بجانب الشي، أما في الصيف فيتم تناول الفايش الخفيف بجانب الشاي.