leftlogo

فلسطين تواجه العالم بـ "البطيخ"...كيف أصبح رمزًا للمقاومة على مر السنين؟

A A A
palestineee
البطيخ رمز للمقاومة في فلسطين
من مجرد فاكهة تُباع في الأسواق لرمز للمقاومة الفلسطينية على مر العصور، أصبح البطيخ جزء من هوية فلسطين الذي يتحدث بصوت الشعب وتوصيل رسالته للعالم الخارجي لإبراز التجاوزات والاعتداءات التي تحدث له على مر عقود من الزمن كالتهجير القسري والإبادة الجماعية والنزوح وغيرها من المعاناة التي عاشها ذلك الشعب على أرضه، ليصبح هو رمز للنضال ضد المحتل الإسرائيلي.

بدأ الفنانون الفلسطينيون في رسم البطيخ في أعمالهم الفنية للتعبير عن غضبهم من الاحتلال الإسرائيلي والتنديد بأفعاله، حيث يتكون البطيخ من ألوان الأحمر والأسود والأخضر ليحمل نفس ألوان العلم الفلسطيني، ليتحول لرمز المقاومة الفلسطينية الشعبية خاصة بوجود العديد من الدول التي تمنع رفع العلم الفلسطيني فيها كنوع من الإجبار وكتم الحرية، مما يتجهون لاستخدام صورًا للبطيخ بديلاً عنه.

كيف تم اتخاذ البطيخ كرمز للمقاومة؟ 

قبل حدوث النكبة عام 1948م، كانت فلسطين تشتهر بزراعة البطيخ بكميات كبيرة خاصة في مناطق جنين وعرابة البطوف وغور الأردن، فعندما وقعت النكبة بدأ الاحتلال الإسرائيلي التقييد على الفلسطينيين ومنعهم من زراعته بالإضافة إلى جلبها لكميات كبيرة من البذور لزراعته بكميات كبيرة، مما أثر على محصول الفلسطينيين وخروجهم من المنافسة.
لكن لم يستسلم الشعب الفلسطيني -مثلما تعودنا عليه-، وقرروا عدم شراء البطيخ المزروع ببذور الاحتلال الإسرائيلي حيث كان لديهم القدرة على التمييز بين البطيخ المزروع محليًا والبطيخ المزروع ببذور الاحتلال الإسرائيلي، ولم يكتفوا بذلك فقرروا استخدام بطيخ الاحتلال الإسرائيلي في المقاومة الشعبية ورميه على دبابات الجيش الإسرائيلي.
فلسطين البطيخ

البطيخ رمز للمقاومة الفلسطينية.. من صنع الاحتلال الإسرائيلي

روى سليمان منصور، فنان تشكيلي فلسطيني، في حوار صحفي سابق بأن استخدام البطيخ كرمز للمقاومة الفلسطينية هي فكرة من صنع جندي تابع للاحتلال الإسرائيلي، ففي أحد الأيام تم القبض عليه مع عصام بدر ونبيل عناني بعد إقامتهم لمعرض فنون في مدينة "رام الله" يعرضون فيه رسومات للعلم الفلسطيني، ليتم اعتقالهم وإجبارهم على وإجبارهم على البعد عن التعبير عن أي قضايا سياسية"، ليقول لهم: لماذا لا تكتفون برسم منظر طبيعي أو شجرة أو سماء وغيرها" ليصرخ فيهم قائلا: "حتى لو رسمت بطيخة، سنصادرها أيضًا" ومن هنا جاءت فكرة أخذ البطيخ كمز للمقاومة.
 

البطيخ يقاوم خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي 

في ظل التطور التكنولوجي الذي نشهده الآن وظهور العديد من المنظمات التي تصدر لنا فكرة الحريات، إلا أن الفلسطينيون أعادوا استخدام البطيخ مرة أخرى كرمز للمقاومة وإيصال صوتهم للعالم، خاصة بعد تضييق الخوارزميات عليهم وتقليل وصول أي محتوي يحتوي على علم فلسطين للجمهور reach، ليبدأ البطيخ في الظهور مرة أخرى من أجل إيصال المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني حاليًا على أرضه سواء بالقذف أو النزوح وغيرهم من الاعتداءات التي يمارسها الاحتلال بوحشية مطلقة.

ويبقى البطيخ مثالًا بارزًا على دور الثقافة والفن في مقاومة الاستعمار والاحتلال، حيث تمكن الفلسطينيون من الحفاظ على رموزهم الوطنية وإعادة تفسيرها بشكل إبداعي رغم كل المحاولات الإسرائيلية لمحو هويتهم، كما أن تطور هذا الرمز عبر السنين يوضح قدرة الشعب الفلسطيني على التأقلم وإيجاد أشكال بديلة للتعبير عن ثقافته وقيمه.
فلسطين رمز للمقاومة
فلسطين5545
فلسطين بطيخ22222
advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022