لا يوجد شارع أو ميدان أو حارة خالية اليوم من «عصارة للقصب»، والتي تقدم في المقام الأول مشروب عصير القصب، هذا العصير له حكاية طويلة مع المصريين، خاصةً في أوقات الصيف الحارة، لكن ماذا عن تاريخه وقصة انتشاره؟
منة الله الدري الباحثة في تاريخ النباتات المصرية والمؤرخة الحاصلة على دكتوراة، كتبت عبر صفحتها الشخصية في إنستجرام: «ليس من المؤكد متى وكيف دخل قصب السكر إلى مصر، وخاصة أن موطنه الأصلي الهند وجنوب شرق آسيا وغينيا الجديدة، وبدأ تظهر في وقت ما بعد الفتح العربي لمصر».
وقالت الدري، إنه بحلول القرن الثامن بعد الميلاد، تمت زراعة قصب السكر في الدلتا وعلى طول وادي النيل الأدنى، وفي القرن الثالث عشر ميلادي انتشرت صناعة السكر في كل مكان، بما في ذلك الواحة.
ويعتبر قصب السكر المصدر الرئيسي للسكر المكرر والمصدر الوحيد لصناعة دبس السكر في مصر، وبالإضافة إلى استهلاكه طازجًا أو سحقه إلى عصير، يتم استخدام المنتجات الثانوية من تكريره كمواد خام في صناعات الخشب الرقائقي ولب الورق، ويستخدم دبس قصب السكر في إنتاج الكحول الإيثيلي، الخميرة النشطة، الستريك وحمض الخليك، وفي الدكستران، كبديل للبلازما.
واعتاد المصريون تصدير السكر إلى أوروبا، ثم تدهورت هذه الصناعة في عهد المماليك حتى عام 1818 عندما كان إبراهيم باشا يحكم مصر، مما جعل هذه الصناعة تزدهر مرة أخرى منذ ذلك الوقت، وأخيراً في عام 1850، كان أول مصنع للسكر تأسس في محافظة المنيا.
لوحة لفلاح مصري في حقل قصب السكر خلال شتاء 1872
قصب
All rights reserved. food today eg © 2022