leftlogo

"تراث وونس ورائحة عًطرة".. عن قعدات "الجَبَنَة" السودانية في مصر

A A A
فنجان قهوة
الجَبَنَة السودانية

على مقربة من مترو فيصل، تجد نفسك محاط بالوجوه السمراء السودانية الدافئة؛ فيتبادر ذهنك إلى جهة الجنوب العزيز، فتجد في الشارع يمينًا كل الأنشطة الحياتية المرتبطة بأهل الجنوب تمارس هناك من؛ مطاعم، ومحال ملابس ومقاهٍ سودانية.

 

تراث سوداني داخل المقاه


قهوة سوداني
من بعيد وقبل أن تدخل إلى المقهى تتخلل لأنفك رائحة البخور السوداني الدافئة التي تلمس الروح، ويتسلل إلى مسمعك صوت أغنية سودانية تتردد من بعدي "يا بنيا سوي الجبنة  فوق ضل الضحاويه، الجبنة تنتنا من بكريي لي تنا.. قوم يا الرايق.. تعال هنا الونسة ما بتقيف.. قوم يا الرايق.. تعال هنا ".


 

الجَبَنَة السودانية


الجَبَنَة السودانية أو جَبَنَة بالدوا، أو القهوة، وترتبط القهوة السودانية بشكل وثيق بالتراث السوداني وخاصة مع البخور السوداني ذو الرائحة المميزة، يقول مهند شرف الدين سوداني الجنسية: أولا السودانيين بيحبوا القهوة عشان بيعتبروها جزء من يومهم والروتين اليومي بتاعهم، كتير من السودانيين بيشربوها عشان اتعودو عليها وفي اللي بيشربها عشان هي الكيف بالنسبة له.

ويكمل "الجَبَنَة" يعني قهوة، أما جَبَنَة بالدوا فهي القهوة المحوجة بالحبهان والجنزبيل والقرنفل، والقهوة السوداني لا تشرب بدون بخور وإلا فقدت متعتها وروحها، خاصة عند تحضيرها.



وكذا أن الجَبَنَة لا تشرب بدون "ونسة" وتعرف أيضًا بـ"قعدة الجبنة"، أو لمة الأصدقاء والعائلة وتبادل الأخبار أو "الشمارات"، وتقول بحب "لا جَبَنَة بدون ونسة".

 

وكذلك فلا جَبَنَة بدون بخور، والبخور من الطقوس المخمة لشرب القهوة، فأهل السودان هم أهل مزاج والقهوة مع البخور "كيف".


طريقة تحضير الجَبَنَة

مقاه السودانيين
وتنتشر مقاه السوداني في كل مكان، فأغلب السودانين لا يحبون القهوة التركي التي تقدم في المقاهي المصرية، وتقول سلوى سودانية الجنسية، تعمل في أحد المقاهي، أن الجَبَنَة اتخذت اسمها المميزة من الإناء المعدني أو الفخاري الذي يصنع فيه، ويعطيها نكهتها السودانية المميزة.

 

وتكمل قاءلة أنها جاءت إلى مصر من عشرين سنة، وأغلب رواد المقهى من السودانيين والإثيوبيين الذين يعيشون في المنطقة.

وعن طريقة تحضير القهوة فتقول، إن إعداد القهوة تبدأ بتحميص حبات البن الأخضر على "القلاية" حتى تنضج ويكون لونها بني غامق، ويتم سحنها بواسطة مدق خشبي أو نحاسي يسمي "الفندك"، ثم يتم تحضير القهوة في ماء حتى يغلي.



تطبخ القهوة على نار هادية على موقد من الفحم ليعطيها طعم مميز ومحبب لكل محبي القهوة السوداني، أو تطبخ على موقد "الكانون" لتقدم ساخنة مع إضافة  النكهات والبهارات السودانية الحارقة كالزنجبيل إلى جانب حبات الحبهان.

 

ضرب الودع وقراءة الفنجان

تقول أم منه سودانية الجنسية، أن جلسات القهوة، هي قعدات السمر والفضفضة، فنحن نعتبر القهوة وجلساتها ملتقي العائلة اليومي والروتيني، فالجميع لا بد له أن يتكلم و"يتونس".


وتكمل: "كانت القعدات زمان كبار السن من الستات السودانيات وكان في واحدة منهم لأزم تكون بتعرف تقرأ الفنجان، وتضرب الودع، كانت تعرف حتي مصير البنات والزواج ومصير نجاح التجارة والصفقات وتتنبأ بأشياء كثير بتحصل".

advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022