لا شك أن حركة التجارة بين العرب قديمًا كانت سببًا في انتشار ثقافة الشعوب ومعرفته بتراث وعادات وتقاليد الشعوب الأخرى، وانتقلت أيضا ثقافة الطعام، ولأن الكثير من الأكلات العربية تتشابه، لكن الواقع يفرض أن ننسب المأكولات إلى أصولها، وهو فعلته مبادرة توثيق المطبخ المصري.
الأكل المغربي أصله مصري
من أجل توثيق تاريخ الطعام، كشف مبادرة "توثيق المطبخ المصري"، عن تاريخ بعض الأكلات المغربية الشهيرة، والتي تعبر في الأصل أكلات مصرية وقد نقلها المغاربة كما هي أو أضافوا بعض التعديلات إليها.
وقالت المبادرة في بيان لها، إن هناك اعتقاد منتشر أن الفاطميين هم من علموا المصريين صنع الحلويات، وهذا اعتقاد خاطئ تمامًا بل العكس، وهو أن المأكولات المصرية هي التي انتقلت إلى باقي مناطق الخلافة والكثير منها استقرت في المغرب ونسيناها نحن في مصر.
المقروض المغربي أصله مصري
أكد بيان المبادرة، أن الكحك المغربي الشهير المعروف بكعب الغزال وهو شبيه بكحك العيد المصري ولكن على شكل هلال، كان معروفا في مصر قبل دخول الفاطميين، وهو أحد أنواع الكعك المتوارث من أيام المصريين القدماء والتي وثقها المؤرخون ولكنه أخذ شكل الهلال عند دخول الإسلام وكان يتم حشوه باللوز تمامًا كما يُصنع الآن في المغرب العربي.
البصارة والطرب
البصارة من الأكلات الشهيرة بالمغرب، إلا أن أصلها مصري، ومدونة منذ العصر القبطي كأحد وصفات الفول الشهيرة في مصر.
كذلك الحال بالنسبة الأكلة المغربية الشهيرة البولفاف، فهي في الأصل «الطرب» المصري، ولكن يتم حشو المنديل بالكبد ثم يتم شويها،شويها، وهي وصفة متواجدة في باب "المأكولات المصرية" في كتب الطهي في الشام منذ القرن الحادي عشر.
أصل المشبك
أما بالنسبة للمشبك المصري، والمعروف في دول المغرب بإسم الزلابية، هو أيضا وصفة مصرية كانت متواجدة في مصر منذ العصر القبطي ودونها الرحالة العراقيين خاصة الرحالة العراقي زرياب الذي استقر في الأندلس في القرن التاسع، وكان أهل المغرب والأندلس يطلقون عليها زريابية معتقدين أن زرياب هو مخترعها.
البغرير والخبز المصري
أما أكلة البغرير وهي خبز المصبوبة المصري الشهير في صعيد مصر، وهذا الخبز معروف في مصر منذ عهد الأسرة الثانية وكان معروفا بالثقوب التي تظهر على سطحه ويتم تحليته بالعسل لذلك تم تسميته بالمثقبة في كتب الطهي في الأندلس.
حلويات المولد
أما حلويات المولد فهي أيضا كانت مشهورة جدا في مصر وموثقة منذ القرن التاسع، وعندما وصل الفاطميين إلى مصر انبهروا ببناياتها وعاداتها وأخذوا يوزعون قناطير السكر قبل المناسبات ليتنافس الخبازون والطهاة على الابداع في صنع الحلوى.
كما أن ابن خلدون ذكر أن الكثير من شعوب المنطقة تمنوا العيش في مصر بسبب كثرة الخيرات وكانت مصر تصدر السكر لكل المنطقة في حين أن باقي البلاد كانوا يقومون بتحلية المأكولات بالعسل.