يوجد حول العالم أنواعًا مختلفة من الأطعمة والمنتجات الفريدة التي تستحق أن تصنف وتوضع في قائمة أغلى المنتجات في العالم، من بينهم شاي دا هونغ باو الصيني الذي يعد أغلى أصناف الشاي الموجودة على الإطلاق حتى أن سعر الجرام منه أغلى من جرام الذهب، فما هو سر سعره الباهظ، ولماذا حاولت بريطانيا والهند سرقته؟.
ما هو شاي دا هونغ باو
هو أجود وأغلى أنواع الشاي في العالم يصل سعره إلى 1400 دولار للجرام الواحد! وهذا مكلف للغاية فلماذا يصل سعره ليكون أغلى حتى من الذهب، الغريب أن حتى الأنواع الموجودة في السوق المقلدة منه هي الأخرى غالية يصل سعر بعض الأنواع منه إلى 200 دولار للعبوة الصغيرة، ويظل حتى النوع المقلد أجود الأنوع وأفضلها في المذاق، دا هونغ باو.
أما النوع الأصلي فتوقف إنتاجه منذ 2005 بسبب جفاف الأشجار الأصلية القليلة الموجودة في الصين، والتي تزرع في منطقة معبد تشاي لين نيونري الموجود على ضفاف النهر في فوجيان ، جنوب الصين وكان يسرف رهبان المعبد على زراعتها ورعايته.
شاي أغلى من الذهب
يعود سبب هذا السعر الغالي من شاي دا هونغ باو الصيني، بجانب ندرته و فوائده هي الطقوس التي تمارس حوله، ففي القرن الرابع عشر، أثناء حكم أسرة مينج للصين، كانت تقام احتفالات كبيرة في موسم حصاده، في حضور أرفع الشخصيات في الدولة على رأسهم الإمبراطور نفسه، وكانت طريقة زراعته من الأسرار الوطنية التي لا يعرفها أحد، وكانت يتم وضع حراسة مشدد حول المعبد التي يوجد داخله أشجار الشاي.
ومع ذلك استطاع مجموعة من الأشخاص سرقة البذور الرئيسية للنباتات الشاي، وزراعتها في تربة مختلفة وكان أخر كمية بيعت من الشاي الأصلي في عام 2002، بلغ حجمها 20 جرامًا فقط من شاي دا هونغ باو الصيني مقابل حوالي 28 ألف دولار.
محاولات الحصول على الشاي الصيني
ليس الصينيون فقط هم من يقدرون دا هونغ باو، ففي عام 1849، جاء عالم النبات البريطاني روبرت فورتشن إلى منطقة زراعة الشاي في مهمة سرية، كجزء من التجسس الزراعي والصناعي لأحد الشركات الهندية لمعرفة سر شاي الصين هذا، وسرقة بعض البذور وزراعتها في الهند ولكنه فشل.
وبعدها بسنوات قامت بريطانيا بمحاولة أخرى للحصول على الشاي، حيث كان ولايزال البريطانيون مهووسين بالشاي، ولم يكن يزرع الشاي إلا في الصين، ولكن تكلفته فاقت الإمكانيات البريطانية فقررت سرقة البذور، ولكنهم فشلوا في زراعته في البيئة الباردة، وأرسلوها للهند لزراعة أنواع أخرى من الشاي وتقليل الاعتماد على الصين في إنتاج الشاي.
