"رمضان في مصر حاجة تانية"، مقولة لم تأتي من فراغ، حيث يختلف
شهر رمضان في مصر عن غيرها، وهناك أشياء تُميز الشهر الكريم في مصر ربما لا تجدها في بلدان
أخرى، فتشتهر بعربات العرقسوس والتمر هندي والمسحراتي، وكذا الزينة التي يصنعها الأهالي من الورق الملون والفوانيس الزاهية التي
تجدها على وجهات البيوت، احتفالا بهذا الشهر المبارك.
مدفع الإفطار أهم مظاهر الاحتفال برمضان
ورغم أن مدفع رمضان، بات من المظاهر شديدة
الندرة، والتي قاربت على الانقراض، إلا أنها تظل من مظاهر البهجة التي تشعرنا بمذاق
الشهر الكريم، وهناك أماكن مازالت حتى الأن تزخر بهذا
العزيز المنقرض، وما يلبس موعد الإفطار يحل إلا وينطلق المدفع ليشعرك بأجواء رمضانية
دافئة.
ورغم أن هناك مدافع مستحدثة تعمل بالبارود، والتي تستخدم في بعض الأماكن إلا أن
مدفع رمضان التقليدي يظل من مبهجات شهر رمضان للكبار والصغار.
عربات التمر هندي والعرقسوس أكبر مظاهر الاحتفال برمضان
في رمضان تجد عربات هنا وهناك تنتشر في الشوارع،
معلنة عن نفسها بمشروباتها الرمضانية الشهية، وهي من الأشياء المحببة التي لا تظهر إلا في رمضان، وهي مصدر للرزق الموسمي، فكثير من الشباب
يتخذونها مصدر لجلب المال في الشهر الكريم.
مهمة المسحراتي في رمضان
يعود تاريخ المسحراتي في مصر، إلى عقود قديمة، حيث
كانت مهنة يمتهنها الناس، وكان لكل منطقة المنادي الخاص بها، وكان يعمل كمذياع
يذيع الأخبار ، أخبار الموتي والضائعين والقرارات الجديد التي اتخذتها الحكومة، ثم اندثرت هذه المهنة لتقتصر في النهاية على النداء من أجل إيقاظ الناس للسحور،
ومازالت مصر تشتهر بالمسحراتي ونداءه المحبب للناس من أجل الاستعداد حول السحور.
ويأتي في أخر الشهر الكريم، ليأخذ
"النقوط" أو "الحلاوة"، أو أجرة من البيوت، ويمكن أن يكون هذا النقوط
مالًا، ويمكن أن يكون عبارة عن بعض الأرغفة واللحمة، أو حتى بعض الحلوى.
انتشار عربات بيع الكنافة خلال شهر رمضان
رغم وجود مكن حديث لصنع الكنافة يوجد في
المخابز والمحلات التي تصنع الحلويات، إلا أن المخبر بدائي الصنع، هو جزء
من تراث وثقافة رمضان في مصر، وكان الناس قديمًا، مع بداية شهر رمضان يقومون
ببناء هذه الأفران من الطوب ويجهزونها قبيل شهر رمضان.
موائد الرحمن لا تخلو منها الشوارع في رمضان
أما موائد الرحمن، فهي تلك العادة المحببة
التي ترتبط بشهر رمضان منذ العهد الفاطمي، وتعج بكل المحتاجين أو حتى غير المحتاجين ممن ضاق بهم الوقت وحل موعد الإفطار، ولا تخلو الشوارع من
تلك الموائد التي يتطوع الناس فيها بتقديم كل ما لذ وطاب لروادها.
المسحراتي
بائعي العرقسوس