في الوسط الأدبي لا نعرف كثيرين يكتبون في أدب الرعب، ربما نعدهم على أصابع اليد الواحدة، إلا أن محمد عصمت الذي يلقبه متابعوه "بتاع الرعب"، صار واحد من أشهر مؤلفي روايات الرعب على السوشيال ميديا منذ 8 سنوات وربما أكثر فصدر له أكثر من 15 رواية، لدرجة أن لديه قدرة مرعبة على تخيل قصص تحبس انفاسك – سواء مترجمة، أو من وحي حجراته المرعبة الموجودة في خياله - ويكتبها في دقائق "بوست" على الفيس بوك بشكل شبه يومي، ويكتبها أيضًا بنفس سرعة أكله لأجدع طبع محشي ورق عنب.. فود توداي سألت محمد عصمت "بتاع الرعب" 10 أسئلة عن أكثر هوايته المفضلة بعد الكتابة، الأكل، ولم ننس أن نسأله عن أكثر أكلة مرعبة لا يتخيل أنه يأكلها مهما كان.
إقرأ 12 سؤال أجاب عنهم كاتب الرعب "محمد عصمت"
1- ماذا تحب في الأكل لا يمكنك مقاومته؟
محمد عصمت كاتب روايات الرعب
الحقيقة أنني أعتبر نفسي ملمًا وواعيًا نوعًا ما في الأكل، فيُمكنني أن آكُل أي شيء بدون أدنى مقاومة، طالما أنها مُعدة جيدًا، لكن طبعًا لدي نقاط ضعف لا تُقاوم، كالفراخ المشويّة والمكرونة البشاميل، مُمكِن آكلهم في أي مكان وأي زمان حتى لو لم يتم طهيهم جيدًا، "متكروتين يعني" سأكلهم بكل حب. وطبعًا ورق العنب بكل أشكاله، أنواعه، وأحجامه وطُرق عمله المُختلِفة. ولو قُدم لي منفردًا، "يابختي"، فلا أقتنع بالمطاعم التي تعده ضمن المقبلات.. هو صنف قائم بذاته يستحق كل الأحترام، يكفي التعب في "لفه".
2- وماذا عن أكلات حاولت تحبها ولم تستطع؟
الأسماك بأنواعها، أحاول معها بمُختلَف الطُرق، وأتعمَّد تجرَّبة كُل مرة صنف وطريقة وشكل ونوع مُختلِفين، سواء مشوي أو مقلي أو صينية أو سنجاري أو غيره، صحيح لن يمكنني القول أنني لا أحبه بالمعني الحرفي للكلمة، لكن لن أكله بمزاجي في يوم من الأيام أكيد.
3-ولو تقلدت منصب مهم، وطلبوا منك توحيد أكلة معينة على البلد، (أكلة قومية زي النشيد القومي كده) ما هي تلك الأكلة، ولماذا ستختارها؟
أعتقِد سأختر الكُشري، الكُشري من الأكلات المُميَّزة جدًا من وجهة نظري لعدة أسباب، فيمكن إعداده بأكثر من طريقة ، مثل الكشري الواحد، كشري العدس الأصفر، كشري الحلَّة الواحدة، هذا بخلاف أنه لو حدث أيخلل في المقادير لن يغضب أحد "أكلة مسالمة جدًا"، ثم أن خليط المكوِّنات الأطعم، الموجود في الطبق الواحد، خليط عبقري، لا أظن أبدًا إنني رأيت شخص لا يحب الكُشري. سأختار الكشري بلا شك.
4- ما هي الأكلة التي ستعلن عن إلغائها على الفور؟
لا لن ألغي أكل بالتأكيد "ما ذنب الاكل" ، لكن يمكنني إلغاء الناس التي "يخرفون" في الأكل، هؤلاء الذين يضعون أشياء لا علاقة لها ببعض فوق بعضها، إنهم يضعون الشيكولاتة على الإندومي! شيكولاتة على الإندومي! متخيلة؟!
5- حدثنا عن أكلة تذكرك ببيت العائلة، وطفولتك؟
المكرونة البشاميل أكثر أكلة تذكرني ببيت العيلة، خصوصًا وأن أمي تعد مكرونة بشاميل يمكن أن تأخُذ بها كأس العالم غدًا في الصباح، وسُبحان الله، حتى الذين تعلموا منها لم يقدر أحد على الوصول إلى الطعم نفسه، تأكلي من يدها البشاميل "تحسي إن إيه دا؟ إيه دا والله العظيم؟ إيه دا والله العظيم تلاتة؟!"
6- وماذا لو قررت أن تكتب عن أكلة بعينها، ما هي وما الذي تكتبه؟
سأكتب روايات وليس رواية واحدة عن ورق العنب، كيف أن ورقة بسيطة كورقة العنب، ورقة شجر خضراء عادية ، تُلف وتُسوى بطريقة مُعيّنة، فتشعرين معها أنك تأكلين أكلة تحتاج إلى ألف صفحة وصفحة للكتابة عنها لوصف الطعم وعبقريته، سأكتب أن فيه شبه كبير من البشر، فرغم أن كلها من الخارج نفس الشكل، لكن من الداخل كل "صباع" مُختلِف عن غيره، اتحدى محب لورق العنب أن ياكل "صباع" شبه الآخر، ولا أن يشعر نفس حلاوة الأحساس بين كل صباع وما يليه..
7- يلقبونك بمحمد عصمت بتاع الرعب.. ماذا لو اخترعت أكلة مرعبة.. كيف ستكون؟
للأسف رغم عشقي للأكل، فلست بارع في الطبخ على الإطلاق، لكن كل أكلة سأقرر يومًا ما أن أطبخها بيدي ستكون "مُرعِبة جدًا" لأي شخص قرر يغامر ويجربها، وعامة لا أنصح بالتجربة أو الطلب من الأساس غير لو على سبيل التعذيب أو استخراج معلومات سريّة فقط لا أكثر.
8- اخبرنا عن أكلات مرتبطة لديك بأشخاص في حياتك، ترى الأكلة.. فتتذكر بشخص معين؟
المشويات دائمًا مرتبطة لدي بصديقي العزيز محمد منيعم، لأننا دائمًا في ٩٠٪ من اوقاتنا سويًا نأكل مشويات، والـ ١٠٪ الآخرين نتبادل أرقام تليفونات المطاعِم مع نصائح بطلبات معيَّنة سنجربها المرات القادمة.
والفراخ المقلية مرتبطة لدي بصديقي العزيز باسم الخشن، لأنه من سنتين نصحني بتجربة مطعم مُعيّن (كوري) يقدمها بطريقة مُختلِفة، وأكلنا هناك، ومن يومها أصبَح واحد من مطاعمي المُفضَّلة وصرت أشتاق دومًا للفراخ البروستد بالطريقة الكورية.
أما ورق العنب الحلبي يذكرني بصديقتي الجميلة دينا نسريني لأنها دائمًا تحكي لي عن الطريقة السورية في طبخ ورق العنب، تثير شهيتي بسرعة وهي تحكي لأنها حكَّاءة ماهرة جدًا، تعرَف كيف تصف لي الإحساس بمنتهى الدقة.
9- هل تذكر أكل المصايف؟
"مصايف يعني مكرونة وبانيه.. مش هنغيَّر الحقايق يعني!"
ننزل المية نأكل مكرونة وبانيه، نخرج من المية جائعين "المية بتجوَّع برضه" فنأكل الوصلة الثانية من المكرونة والبانيه، عند الغروب نلم أغراضنا، لنمشي، فنجد أن هناك بعض المكرونة متبقية، "مش هنروَّح بيهم يعني.. ناكلهم بقي".
10- وياترى ما هي أكثر أكلة تحمسك للكتابة والروقان؟
الكوارع، خصوصًا لو كانت طواجِن أو فتّة، "أكلوني كوارع من هنا وشوفوا الإبداع" فالكوارِع لو نظيفة ومعدة جيدًا بطريقة شهية، تدخلني في حالة من السعادة والنشوة غير طبيعية، فتجعلني قادِر على الشغل والكتابة وأنا رايق وحابِب ما أكتبه أو ما أقوم به وسعيد بالتخمة التي سببها لي طاجِن الكوارع
11- وماذا عن الحلويات.. مؤكد لديك سر دفين لا يعرفه أحد عنك فيها؟
"إن ماليش فيها"، فرغم إنني من دمياط، ودمياط تعني المشبّك والحلويات، بس أنا مش بحبها أوي، يعني لو فيه حلويات مُمكِن آكل قطعة أو حاجة، لكن لن أشتري في يوم حلويات مخصوص، الحالة الوحيدة التي قد أتصل فيها بالحلواني مخصوص، لو الكبابجي الموجود بجانبه لا يرد على التليفون! ببساطة أطلبه بثقة وأقول له: "ألو.. حلواني السعادة؟ من فضلك كيلو طرب، طرب آه، ونص ريَش ونص كباب من الكبابجي اللي جنبك، وقوله يزوّد الطحينة، حلويات؟ لا مش عايز شكرًا، خليه ميتأخرش.. سلام"
12- دعنا من الحلويات.. إذن اخبرنا بوصفة لأكلة يتيمة شاطر في إعدادها، غير أن تقلي بيض وتحمر بطاطس؟
في الحقيقة "النمرة غلط ياعماد".. أنا شخص يأكل فقط، ولو أصلًا حاولت أقلي بيض أو أحمر بطاطس مُمكِن أحرق البيت كُله.
من هو محمد عصمت؟
محمد عصمت كاتِب وباحِث ومُترجِم في الرعب وعالم الماورائيات، من مواليد مُحافظة دمياط ـ أغسطس عام ١٩٨٨
صدر له حتى الآن أكثر من 15 رواية ما بين الكتابة والترجمة، منها "الممسوس"، التعويذة الخاطئة، "ذاتوي"، صائد الذكريات"، "منيجيل"، "الجانب المظلم"، "باب اللعنات". كما صدر له 4 أجزاء من كتاب (حدث بالفعل) المترجمة من قصص رعب حقيقة، تدور في أنحاء مُختلفة من العالم، وصدرت له أيضًا ترجمة رواية (لا مخرج) للكاتب الشهير تايلور آدامز، ورواية (فضائي) وهي ترجمة لرواية Alien الشهيرة، وكلهم تجاوزوا عشرات الطبعات.
يصدر له حديثا، روايتي "أقصى من الموت"، و "ديكستر.. الحالم الغامض" كتاب مترجم في معرض الكتاب الحالي.
غير أنه كتب مسلسل إذاعي من 30 حلقة بعنوان "لغز مفتوح" من بطولة: "بيومي فؤاد، نضال الشافعي، وكريم الحسيني"، وكتب مسرحية "التعويذة الخاطئة"، التي تم عرضها ٣ مرات على ٣ مسارح مختلفين، وكانت من إخراج الفنان أحمد الجارحي.
