نمت شعبية الصيام المتقطع باطراد على مدى العقد الماضي، ويزعم مؤيدو هذا الاتجاه أنه يوفر العديد من الفوائد، مثل المساعدة في تحسين التمثيل الغذائي والحفاظ على وزن صحي للجسم وخفض ضغط الدم وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
في حين أن إضافة فترات من الصيام أو تقييد السعرات الحرارية على مدار اليوم قد يؤدي إلى بعض التحسينات الصحية، فقد حذر بعض النقاد من أن الصيام المتقطع يمكن أن يضر أكثر مما ينفع.
التأثير على هرمونات الخصوبة
على سبيل المثال، تشير بعض الأبحاث إلى أن الصيام قد يعطل إنتاج الهرمونات الإنجابية، ما يؤدي إلى مشاكل الخصوبة المحتملة، ومع ذلك، وجدت دراسة جديدة نشرت في مجلة Obesity في أكتوبر 2022 أن المخاوف بشأن الآثار السلبية للصيام المتقطع على الخصوبة قد لا تكون ظاهرة عالمية.
وفي هذا التحليل الثانوي، جمع الباحثون في جامعة شيكاغو مجموعة صغيرة من الإناث المصابات بالسمنة اللائي أنهين لتوهن برنامج أكل مقيد بالوقت (TRE) مدته ثمانية أسابيع، ومن بين 23 مشاركة، كان 12 مشاركا في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، و11 كانوا في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث وجميعهن لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) درجات تتراوح بين 30 و49.9.
تفاصيل الدراسة
تضمنت برامج TRE التي اتبعها المشاركون تناول الطعام لوقت ما بين 4 إلى 6 ساعات مع من 18 إلى 20 ساعة من الصيام يوميا.، وسمح للمشاركين الذين استهلكوا سعرات حرارية في وقت مدته 4 ساعات بتناول أي شيء يريدونه بين الساعة 3 مساء والساعة 7 مساء مع الماء فقط والمشروبات الخالية من السعرات الحرارية خلال فترة الصيام.
وبالمثل، فإن أولئك الذين يأكلون في وقت مدته 6 ساعات يستهلكون سعراتهم الحرارية اليومية بين الساعة 1 ظهرا والساعة 7 مساء، بينما يسمح لهم بتناول ما يحلو لهم أثناء شرب الماء فقط والمشروبات الخالية من السعرات الحرارية خلال وقت الصيام لمدة 18 ساعة.
تم أخذ عينات دم صائمة لمدة 12 ساعة من المشاركين في بداية برامج TRE وبعد ثمانية أسابيع، ثم قام الباحثون بقياس الفروق في مستويات الهرمونات بين المجموعتين "من بين المشاركين في سن اليأس"، وقام الباحثون بقياس تركيزات الدم للهرمونات الجنسية أندروستينديون، ديهيدرو إيبياندروستيرون (DHEA)، استراديول، الإسترون، البروجسترون، التستوستيرون وSHBG.
بعض هذه الهرمونات - الاستراديول والإسترون والبروجسترون - لم يتم قياسها في المشاركات قبل انقطاع الطمث لأن التركيزات تميل إلى التقلب أثناء الدورة الشهرية.
رأي الخبراء
قال ماثيو ماكر، العضو المنتدب، المدير الطبي لـ Halo Fertility: "يتم تعريف ما بعد انقطاع الطمث على أنه عدم وجود أي دورة شهرية لمدة 12 شهرا وهو مرادف لعدم نمو البويضات في المبايض، لذلك بغض النظر عن التغيير في الهرمونات الجنسية، لن يؤثر TRE على نتائج الخصوبة".
انتهى الأمر بالمجموعتين إلى فقدان الوزن أثناء الدراسة، وفقدت مجموعة ما قبل انقطاع الطمث ما معدله 3٪ من وزن الجسم، بينما فقدت مجموعة ما بعد انقطاع الطمث 4% بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون انخفاضا في مقاومة الأنسولين، ما قد يشير إلى أن تناول الطعام المقيّد بالوقت يمكن أن يساعد في الإصابة بمقدمات السكري ومرض السكري.
مفاجأة في التحاليل
إن الحجة القائلة بأن الصيام المتقطع يتداخل مع الهرمونات التناسلية قد يقود المرء إلى الاعتقاد بأن تركيزات هذه الهرمونات الجنسية في الدم قد تنخفض بعد ثمانية أسابيع، لكن المثير للاهتمام أن الهرمون الوحيد الذي انخفض هو هرمون ديهيدرو إيبي آندروستيرون، ولم تتأثر جميع تركيزات الهرمونات الأخرى ببرامج TRE.
وانخفض هرمون DHEA، وهو هرمون الستيرويد الضروري لوظيفة المبيض وجودة البويضات بشكل ملحوظ في كلا المجموعتين بعد فترة التجربة مع انخفاض بنسبة 14%، ومع ذلك، عادت مستويات DHEA إلى المعدل الطبيعي بحلول نهاية الأسابيع الثمانية لكل من المشاركين قبل وبعد انقطاع الطمث.
نظرا لأن الدراسة أجريت على الإناث المصابات بالسمنة على مدى فترة قصيرة، فإن المزيد من البحث واسع النطاق وهناك حاجة إلى مزيد من التنوع لإثبات النتائج.
التأثير على الهرمونات
تقول دينا أديمولام، طبيبة الغدد الصماء والمتخصصة في طب السمنة في ساميت هيلث: "كانت الدراسة صغيرة وليست عشوائية، مع وقت متابعة قصير لمدة ثمانية أسابيع فقط"، ولم يتم دراسة الهرمونات المهمة في مجموعة ما قبل انقطاع الطمث والتي تؤثر بشكل كبير على الخصوبة، على وجه التحديد، الاستراديول والبروجسترون".
وبالتالي فقد أشارت الدراسة إلى أن الصيام المتقطع قد لا يؤثر على هرموناتك الجنسية، وهناك ما يبرر إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد تأثيره على عدد أكبر من السكان وعلى مدى فترات طويلة.
بالإضافة إلى ذلك، تظهر بعض الأبحاث أن تقييد أنماط الأكل مثل الصيام المتقطع يمكن أن يعزز الأكل المضطرب، وزيادة التهيج والتعب وصعوبة التركيز.
