بابتسامة تملأ وجهها، تقف نورا صاحبة الـ 18
عاما الطالبة بجامعة الأزهر في ميدان الجيزة أسفل الكوبري، وأمامها ستاند متواضع
تضع عليه علب الجبنة والحلاوة والمربى والتونة وترتدي جوانتي وتقوم بعمل السندوتشات
للمارة من الموظفين والطلبة والعاملين بالمحلات في المنطقة، نورا تحدثت لـFood Today عن ظروف عملها ودراستها.
الفكرة بدأت لما ضاق بينا الحال!
تتحدث نورا وعلى وجهها ابتسامة رضا بالقسمة
والنصيب وتقول إن فكرة مشروع السندوتشات بدأت عندما كانت في الثانوية الأزهرية
وتعرضت هي وأسرتها لضائقة مالية جعلتها تفكر في مشروع لتعول أسرتها وشقيقتها
الصغيرة وتقول " كان لازم أفكر في
طريقة تساعدنا على المعيشة خصوصا أن أبويا وأمي عمرهم ما قصروا معانا بس دي ظروف
ولازم نتحداها ونقدر عليها"، وتابعت نورا "أنها لم تكن تمتلك رأس مال لعمل
عربية لبيع السندوتشات ولكن هناك أحد الأشخاص الذي ساعدها على ذلك بعدما عرف
ظروفها الصعبة".
تفاصيل أول يوم عمل!
تروي نورا تفاصيل أول يوم عمل لها في الشارع "استيقظت في بادئ الأمر
عند الساعة السادسة صباحا لكي أجهز العربة والسندوتشات وأعمل من السابعة وتوافد
المارة ليحصلون مني على أحلى سندوتشات وأنهي عملي عند الساعة الرابعة عصرًا وأقوم
بتوصيل الأوردرات سيرًا على الأقدام في بعض الأحيان للمحال القريبة من مكان عملي
بميدان الجيزة».
الدراسة والعمل!
تقول نورا إنها بفضل الله استطاعت أن تقسم
وقتها بين الدراسة والعمل على عربية السندوتشات، ومعظم الأيام تذاكر دروسها من
المنزل وتذهب فقط فترة الامتحانات، وتقول "لقمة العيش مش عايزة حد قاعد
مستنيها لازم تعافر وتجري عشان توصل للي أنت عايزو"، نورا تحلم بإستكمال
دراستها في الجامعة بكلية لغات وترجمة، وترى أن المستقبل أمامها وتحلم بأن تنجح في
حياتها لتفرح قلب أمها وأبوها وتساعد شقيقتها الصغرى.