هل سألت نفسك يومًا وأنت تتناول ملعقة من المربى، من هو مخترع المربى الأولى، ولماذا قرر تحويل الفاكهة إلى هريسة معلبة، تعالوا لنعرف تاريخ صنع المربي وطرق صنعها الأولى.
تاريخ صنع المربى
تاريخ صنع المربى طويل يعود تاريخه للقرن الأول في روما، وقد ظهرت وصفاته في أحد أقدم كتب الطهي الرومانية، وواحد من أمهات كتب الطهي في العالم، وكثير من كتب الطهي العربية تصف طرق تحويل الفاكهة كمربى كنوع من طرق الحفظ كانت منتشرة لسنوات طويلة في بلاد الشرق الأوسط تحت اسم هريسة الفاكهة.
المربي اكل ملوكي
عندما غزا الصليبيون بلاد الشرق، تأثروا بأكلاتهم المميزة منها هريسة الفاكهة ، وعادوا بها إلى بريطانيا ومعهم وصفات متنوعة لصنع هريسة الفاكهة، وقد كان لويس الرابع عشر شغوفًا بالمربى، لدرجة أنه أصر على تناولها بعد كل وجبة، وتقدم في أطباق فضية مزخرفة خاصة.
وبعدها بسنوات طور الأنجليز طرق صنع المربى، باستخدام دبس السكر والعسل وسكر القصب، لإضفاء المذاق الحلو، كما استحدثوا وقتها استخدموا البكتين الذي تم الحصول عليه من قشر التفاح المغلي لإضفاء القوام السميك.
والبكتين هو نوع طبيعي من أنواع الألياف الغذائية التي تنحدر من عائلة الكربوهيدرات المعقدة والتي تستخدم كبديل للنشا والجيلاتين قديمًا.
اختراع بسترة الطعام
لم تنتشر صنع المربى على نطاق واسع حول العالم، حتى عام 1785، عندما اكتشف العالم البسترة، الذي فتح الباب على مصراعيه أمام صناعة المربي.
وقيل أن نابليون بونابرت عرض مكافأة لأي شخص يمكنه إيجاد طريقة لحفظ كميات كبيرة من الطعام للجنود، أثناء الحرب كان الفائز المحظوظ هو نيكولاس أبيرت، الذي توصل إلى أن الغليان في درجات حرارة عالية ثم الإغلاق في حاويات محكمة الإغلاق يحافظان على سلامة الطعام، وقد أثبت لويس باستور صحة هذه الاكتشافات التجريبية وسمي هذا الاختراع على أسمه.
أمريكا شعب محب للمربى
في عام 1918، صنعت شركة أحد الشركات الإنجليزية أول منتج مربى معبأ في برطمانات زجاجية، وقد اشترى الجيش الأمريكي المخزون بالكامل وشحنه إلى فرنسا تستهلكه القوات خلال الحرب العالمية الأولى، وعندما عادت القوات إلى الولايات المتحدة بعد الحرب، طالبوا بمزيد من المربى، وحاز على شعبية وحب الشعب الأمريكي كله، واليوم تنتج الولايات المتحدة حوالي 450 مليون كيلوجرام ويبلغ استهلاك الفرد حوالي 1 كيلوجرام سنويًا.