يقولون في فنون الطهي «العين تأكل قبل المعدة»،
فاختار تلك الوسيلة ليخلق مساحة يبدع فيها على طريقته، وصحيح أنه لا يرسم
ضمن إطار سيُعلق على الحائط، لكنه أحب
بالفعل الرسم في الطبق، ومنذ أتقن الشيف اللبناني الشهير مروان السردوك فنون الطهي
وهو في سن الثانية عشر، كان أكثر ما يهمه هو كيف يدمج الكثير من الألوان في الطبق لينطق
جمالًا وبهجة، فيتعامل معه كإنه لوحه فنية، يستشعر جماله قبل أن يقدمه، ومن فرط ولعه بالتفاصيل أحب أن يجمع حلاوة الطعم بروعة الشكل لتخرج وصفته على ما يُرام.
في Food Today سنخبرك بحكاية الشيف مروان السردوك، الذي وصل بشعبيته من لبنان إلى مصر ليصبح واحدًا من أشهر مقدمي برامج الطهي في مصر ببرنامجه
"مطبخ مروان" على قناة CBC سفرة، بعدما كان من ألمع مقدمي برامج قناة
"فتافيت".
من أين كانت البداية؟
يحكي الشيف مروان في حوار سابق له، إنه بدأ العمل في الطبخ منذ
كان عمره 13 عاما، وتعلم المهنة من كبار الصنعة في المطاعم القديمة بلبنان، حيث
كانوا يبدعون في أطباقهم بداية من صناعة موادها بأنفسهم، كأن يصنعون مثلاً الأجبان واللحوم المجففة، وكل
محتويات الأطباق، الأمر الذي ساهم في تطوير معرفته بالمطبخ.
تكريم من مهرجان الطعام المصري
عبر الشيف اللبناني مروان السردوك، عن سعادته
بحصولة على تكريم في مهرجان الطعام المصري بالقاهرة، الذي حصل عليه في
2019، وقال وقتها إن المهرجان كان على أعلى درجة من
التنظيم، وأنه أثناء حضوره كان يشعر بأنه يحضر مهرجانا للطعام في بلدته
لبنان، مؤكدا على أن مصر لديها مطبخ
كبير جدا من أهم مطابخ العالم، لتميزة بمجموعة من الأكلات الفريدة.
ولفت
"السردوك"، إلى أن هناك العديد من الأكلات المصرية تنتشر في الكثير من
البلدان العربية والأجنبية، وتحظى بالإعجاب لدى قطاع عريض من المواطنين في تلك
الدول، وهي الفترة نفسها التي جاءته فيها فرصة تقديم برنامج "مطبخ
مروان" على قناة CBC سفرة، بعدما كان أحد نجوم قناة فتافيت
الشهيرة، ليصبح وقتها وجهًا مألوفًا لدى المصريين تمامًا كما هو في الدول العربية.
الصيد والحياة البحرية على "فتافيت" كانت نقله في
حياته
قبل تقديمه لبرنامجه المصري على CBC، ارتقى الشيف
مروان سردوك، تجارب الطهي المنزلية إلى مستويات جديدة، حيث شارك الجمهور خبرته في
مجال الصيد والحياة البحرية، وقدم لهم معلومات ونصائح قيّمة لإضافة نكهة استثنائية
على كل طبق.
تكنيك جديد في المطبخ المصري
سُئل الشيف مروان عن البصمات التي أدخلها على
الأكلات المصرية حين صار شيفًا على شاشة مصرية، قال: "أدخلت لمساتي الخاصة على أطباق كثيرة، كأطباق
الكشري والمحاشي المصرية، وجعلت التغيير لطيفاً، فالمحاشي مثلاً، استخدمت فيها الفليفلة
الأسترالية الصغيرة، بدلاً من الكبيرة، وطورت في طريقة التحضير، مثل سلق الفليفلة
قليلاً قبل الطبخ، ثم حشوها، فهناك دومًا تقنيات جديدة أستخدمها في كل طبق".
ينفصل عن العالم من أجل
الطبخ
عن أحب عادات الشيف مروان حين يطبخ، قال:
"عادة ما ألجأ لسماع الموسيقى، ولا أحب المقاطعة أو الأسئلة من حولي، لأنني
أغيب في هذا العالم، لا أحب التشتيت، فعندما أدخل المطبخ أفصل بين أي حالة نفسية
تنتابني خارج المطبخ، وبين عالمي الفني".
تكريم إيطالي
وبعيدًا عن الدول العربية، فقد تم تكريم الشيف
مروان في مهرجان الطبخ الإيطالي الذي أقيم في ميلانو، رغم أن الإيطاليين لا
يعترفون بتفوق مطبخ على مطبخهم، فقال عن ذلك: "عندي خبرة كبيرة بالمطبخ
الإيطالي، فقد عملت مع شيفات إيطاليين عالميين، وبمجرد أن أعرف مكونات طبقهم، أسعى
لتنفيذه بطريقة أخرى، وأصمم على تحديهم والتفوق عليهم، لافتا إلى أن كل ما يحتاجه فن الطبخ هو
احترام المواد التي يستخدمها الطاهي، لذلك أدرس منشأها وصعوبات وصولها إلى الأيدي".
وكانت الأسماك والأكلات البحرية عامة، أكثر ما أدهشهم في وصفات "مروان"، ومن أجل ذلك يحلم بأن يصبح بأكله ووصفاته إلى كل عالم، فيصير بلوحاته الفنية شيفًا
عالميًا بامتياز.