لا يزال الشيف الخمسيني السعودي توفيق قادري، يعمل بحماس لإعداد الطعام كما فعل عندما كان طفلاً، ومن المقرر أن ينهي كتابه الثالث "على طاولة الخليفة"، متضمنا حياته ومسيرته، حيث عمل في مطابخ القصر الملكي السعودي، وطبخ لعدة ملوك في المملكة.
من هو الشيف توفيق قادري؟
بحسب مجلة The News ، قال "قادري" في تصريحات صحفية: "بدأت أطبخ كل شيء عندما كنت في السابعة من عمري، فقد كنت مفتونًا بوجود والدتي في المطبخ، وكنت أساعدها في تقطيع الجزر والخيار وتنظيف الأرز، لقد كنت الوحيد من بين 16 أخًا وأختًا الذي ساعدتها في أعمال المطبخ بمنزلنا في المدينة المنورة".
أما عن بداياته الفعلية في عالم الطهي، فكانت حينما انضم إلى الكشافة خلال المدرسة المتوسطة والثانوية، وكان طاهيًا لزملائه بالصف في ذلك الوقت، واشتهر بطهي الأطباق الحجازية الشعبية التي استمتع بها خلال فترة اشتراكة بالكشافة رغم قلة خبرته.
بعد انتقاله إلى إيطاليا للتدريب كطاهٍ، بدأت مسيرة قادري العملية والمهنية، حيث صنع لاحقًا اسمًا لنفسه في تقديم الطعام للعائلة المالكة والرؤساء والمشاهير، لكن صعوده إلى الشهرة في فنون المطبخ لم يبدأ بسلاسة.
بدايات توفيق قادري في مجال الطهي
بعد تخرجه من المدرسة الثانوية بالمدينة المنورة، حصل على وظيفة في البنك المركزي السعودي، وهي تجربة يسعد بها، حيث وجد نفسه داخل مكتب صغير، وشعر، بأنه محاصر في بيئة قال إنها "قتلت شغفه الإبداعي بالطهي"، وفي سن التاسعة عشرة، بعد ستة أشهر فقط من عمله، ترك البنك دون إخبار عائلته وذهب للإقامة في فندق عمه بمساعدة قريبه وبمباركة والديه، والتحق بدورة البكالوريوس في معهد إيطالي في صقلية، حيث قضى هناك عامين ونصف العام، وكان الطالب العربي الوحيد، كما حصل أيضًا على درجتي الماجستير والدكتوراه، من الولايات المتحدة بناءً على أطروحته حول "إدارة المطابخ والمرافق السياحية".
توفيق قادري يعود إلى السعودية مجددا
لدى عودته إلى السعودية في عام 1981، تولى "قادري" العمل في البحرية الملكية السعودية ومقرها الرياض، وهناك كان رئيسًا للطهاة والمشرف على نادي ضباط البحرية، وغالبًا ما كان يسافر إلى طولون في فرنسا للانضمام إلى سفينة تبحر بانتظام إلى المملكة العربية السعودية، وعمل على متنها طاهٍ، وبعد 4 سنوات في البحرية، ترقى إلى رتبة رقيب، وانتقل إلى إدارة الإمدادات العسكرية، وفي النهاية ترأس العملية وتنظيم الميزانيات للمملكة بأكملها.
وعندما بدأت أزمة الخليج في عام 1990، تم تكليفه بالانضمام إلى وزارة الدفاع، وأصبح رئيس الطهاة في قوات الحلفاء، وحصل على رتبة رقيب أول، وبعد تقاعده المبكر من البحرية، أمضى 6 سنوات بقسم التموين في الخطوط الجوية السعودية، حيث قام بتطوير مجموعة من الأطباق قبل تقديم المشورة للفنادق الدولية، بشأن توفير الطعام والتحكيم في العديد من مسابقات الطهي في جميع أنحاء العالم العربي.
الطباخ الملكي
أثناء عمله مع الخطوط الجوية السعودية، ظهر قدري في مقال صحفي سعودي تحت عنوان "الركاب يحبونه قبل رؤيته"، على خلفية الدعاية، حيث تم تكليفه بمسؤولية الطبخ الحجازي في قصر الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، وانطلق للعمل مع الملك الراحل عبد الله، والآن الملك سلمان، كما كان مسؤولا عن إعداد المطبخ أثناء زيارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وساهم "قادري" في تطوير الوصفات العربية لمنتجات الألبان السعودية، حيث طبخ قدري أكثر من 3000 وجبة مختلفة من المعجنات والأكلات الساخنة والباردة، وابتكر 42 وصفة جديدة، كما ألف كتاب "سعودي ونجم الطاولة" و"دليل الطبخ السريع"، وكتاب "على طاولة الخليفة" المقرر الانتهاء منه قريبًا.
