في أيام المذاكرة المرتبطة بالشتاء تحديداً، كان هو
الساندوتش الرسمي في البيت، الأسهل والأكثر احتوائًا وقدرة على الإمداد بالطاقة،
هكذا كانت تخبرنا امهاتنا، سأعد لكم "ساندوتش الطاقة".. وفي المدرسة لم
يغب عن حقائبنا، كنا نستبدله أيامًا بالمربى، ولكن يعود ليفرض نفسه بقوة محاطا
بالقشطة الطازة، من تعطيه أمه ساندونش الحلاوة بالقشطة، هو من المرضي عنهم بلا
شك.. ساندوش الحلاوة والاخر الجبنة بالخيار، كانا الشعار الرسمي للانش بوكس في أيامنا
الجميلة، خصوصا أبناء جيل الثمانينيات.. ولكن ومع كل هذا الاعتزاز بهذا الساندوتش
الأصيل، لا يعلم أغلبنا أن الحلاوة الطحينية في الأصل ليست مصرية.. فود توداي
تخبرك بأصل الحكاية.
وانتقلت الوصفة بعدها إلى الرومانيين الذين بدورهم
نقلوها إلى أوروبا، ومنها إلى أمريكا في أوائل القرن الـ20 عبر المحيط الأطلسي،
كما انتشرت في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط وآسيا الوسطى وشبه القارة
الهندية، وفي كل دولة تنتقل إليها يتغير اسمها ومكوناتها قليلاً، وأصبحت شائعة في تركيا والهند وبلاد الشام، واختلفت وأصبحت
موجودة أيضًا في روسيا بكثرة ويسمونها "خالفا"، وفقا لصحيفة
"نيفسكي نوفوستي" الروسية.
حتى وصلت إلى مصر باسمها "الحلاوة الطحينية".
بين أصناف عديدة ضمن الحلويات، ستجدهما في الموالد، اشتهرا
في مصر بالتحديد، "الحلاوة الشعر" ذات اللون الفاتح، والشبيهة للشعر
الأبيض، والحلاوة "العنبر" الشبيهة بقطع الخشب، في محافظة دسوق مثلا،
ستجدهما معروفين هناك منذ سنوات طويلة ماضية، كأول أصناف الحلويات، جرى صناعتهما
هناك، ثم تطورت تلك الصناعة إلى تصنيع أصناف حلويات أخرى، مثل الهريسة، والبسبوسة،
والبسيمة، وغيرها من أصناف اشتهرت بها تلك المدينة، وكذلك عرفوهما أهل طنطا في مولد
السيد البدوي. وصارت واحدة من أشهر المحافظات المصنعين لهما.
يصنعان من الطحينة البيضاء، والسكر، والعسل الجلوكوز،
فيما يضاف السمسم للحلاوة العنبر فقط عقب الأنتهاء منها، وتباع الحلاوة الشعر في
أكياس بيضاء شفافة في حين تٌباع الحلاوة العنبر تباع بكاملها بالكيلو في علب
كرتونية.
All rights reserved. food today eg © 2022