عادة ما نسمع المشكلات الناتجة عن شرب الألبان لاحتوائها على اللاكتوز المسبب للحساسية، ولكن الجديد الذي ظهر مؤخرًا بوجود عدد من الفوائد نتيجة عدم تناول الألبان والابتعاد عنها نتيجة عدم تحملها، وبين انخفاض خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، ليبدأ العلماء في فحص دراسات سابقة توضح العلاقة بين شرب الحليب ومرض السكري وكانت النتائج مختلطة ما بين مؤيد ومعارض.
باحثون أمريكيون يتوصلون لنتائج مذهلة
أظهرت بعض الدراسات وجود علاقة، والبعض الآخر استبعد الصلة بينهما. وحتى عندما تم إثبات وجود تأثير إيجابي على خفض خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، فقد لوحظ ذلك فقط في استهلاك منتجات الألبان قليلة الدسم.
أجرى فريق مكون من 20 باحثًا من مجموعة متنوعة من المؤسسات العلمية في الولايات المتحدة والصين مراجعة لحوالي 12000 حالة من البالغين، الذين شاركوا في دراسة صحة المجتمع اللاتيني التي بدأت في عام 2006، وتتبعت البيانات الصحية لأكثر من 16000 فرد من أصل إسباني على مر السنين، وذلك حسبما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Nature Metabolism.
علاقة علم الوراثة بمرض السكري وحساسية الألبان
أجرى الباحثون ما يعرف بدراسة "الارتباط على مستوى الجينوم" GWAS، والمسئولة في البحث عن تفسيرات وراثية لصفات معينة، ليكتشفوا في النهاية أن الأشخاص الذين لديهم متغير وراثي يجعل الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز LNP، يكونون أقل عرضة من الإصابة بمرض السكري من النوع 2 عندما يشربون الحليب بانتظام، علمًا بأنه تم تدعيم النتائج بتحليل بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة، حيث أظهر تحليل 160 ألف شخص صحة هذه الحقيقة عليهم وإثبات نجاح الدراسة.
ليست لكل الحالات.. باحث علمي ينفي صحة تلك الدراسة
يقول لونيكي يانسن دويججويسن، المتخصص في باحث التغذية والصحة في جامعة فاجينينجن في هولندا، والغير مشارك في تلك الدراسة، إن الأمر يعتمد على الفروق الفردية والتي تختلف بين كل فرد والأخر، ليبرر موقفه من تلك الدراسة: "عدم استدامة اللاكتيز لا تمنع بالضرورة القدرة على استهلاك كمية معينة من اللاكتوز، وقد أظهرت الأبحاث أن العديد من الأفراد غير المستمرين على اللاكتوز لا يزال بإمكانهم استهلاك ما يصل إلى 12 غرامًا من اللاكتوز يوميًا، أي الكمية الموجودة في كوب كبير من الحليب، دون أن يعاني من أعراض جانبية. تختلف القدرة على تحمل اللاكتوز بين الأفراد؛ إذ يمكن للبعض أن يستهلك أكثر من 12 غرامًا دون مشاكل، بينما قد يعاني البعض الآخر من أعراض عند تناول جرعات أقل".
ولكن وضح الباحث دويججويسن أن هذه الدراسات لا تكفي للتسليم بالعلاقة بين شرب الحليب لمن لا يتحملون اللاكتوز مع استبعاد العوامل الأخرى التي يمكن أن يكون لها دور، وإنما بجب القيام بعدد من الدراسات الأخرى بشكل أعمق، ليشير إلى أن تلك الدراسة لا تقدم توصيات غذائية بشكل صريح ولكنها تسلط الضوء على التأثيرات المحتملة لاستهلاك الحليب من قبل مجموعة معينة من الأفراد على الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء ومستقلباتها والعلاقة المحتملة بنتيجة صحية محددة".
اقرأ أيضًا:
نمو بطيء في أرباح ستاربكس مع تراجع الأعمال في الصين.. هل انتهت حملات المقاطعة ضدها؟ وما مصير دول الشرق الأوسط ؟