ليس سهلا أن تجد بين يوم وليلة وقد اختفى الملح من العالم، لكن رغم ذلك لم يكن انتشاره سهلا مثل سهولة ذوبانه في طعامنا، فالملح كان السبب في عدة حروب وحركات شعبية وجماهيرية قديما.
حرب الملح الأمريكية
حرب الملح أو حرب سان إليزار، كانت حربا مستمرة وطويلة في منتصف القرن التاسع عشر، والتي كانت تدور حول الملكية والسيطرة على البحيرات المالحة الضخمة في قاعدة جبال جواد الوب غرب تكساس، بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي بدأت عام 1866 كنضال سياسي وقانوني ضد السياسيين والرأسماليين الأنجلو تكساس،
وصنفت هذه الحرب بأنها الأكثر دموية في التاريخ الأمريكي، وفي النهاية تم تأسيس حق الأفراد في امتلاك البحيرات المالحة - التي كان يصنع ويصدر منها الملح-، والتي كانت في السابق أصول مجتمعية بقوة السلاح.
حرب الملح الإيطالية
جرت أيضا واقعة أخرى كان الملح فيها سببا لحرب نشبت في مدينة بيرجيا وسط إيطاليا بحلول عام 1540 ضد الدول البابوية في عهد البابا بولس الثالث، وكانت بيروجيا بلدية حرة حتى عام 1370، عندما تم دمجها بحكم القانون في الولايات البابوية، ثم واصلت النخبة البيروجية التمتع بنوع من الاستقلال شبه الذاتي، بما في ذلك العديد من الامتيازات مثل التحرر من دفع أي ضرائب على الملح، ووصل هذا إلى ذروته بعد محصول كارثي في عام 1539، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار في بيروجيا ومناطقها الريفية النائية.
ومع هذا الوضع الاقتصادي المتأزم قرر البابا بولس الثالث فرض ضريبة جديدة على الملح لجميع رعاياه، لكن البيرجيوين تمردوا على ذلك حتى تم اخضاعهم من القوات الباباوية، وتقول أسطورة بيروجية، إنه كجزء من الاحتجاج الشعبي ضد الضريبة البابوية الجديدة في عام 1540، توقف المواطنون عن وضع الملح في خبزهم (الخبز غير المملح هو الأكثر انتشارا حتى يومنا هذا).
انتفاضة موسكو للملح
انتفاضة موسكو عام 1648 والتي تسمى أحيانا "شغب الملح"، بدأت بسبب استبدال الحكومة للضرائب المختلفة بضريبة ملح شاملة لغرض تجديد خزينة الدولة بعد وقت الاضطرابات، وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الملح، مما أدى إلى أعمال شغب عنيفة في شوارع موسكو، وكانت أعمال الشغب تحديًا مبكرًا لعهد أليكسي الأول، مما أدى في النهاية إلى نفي مستشار أليكسي بوريس موروزوف.