تعرف هذه الأكلة المكونة من حبيبات الدقيق، والتي تطبخ في الأعراس والمناسبات السعيدة، في دول شمال إفريقية خاصة مصر وليبيا وتونس والمغرب والجزائر وحتى في جزيرة صقلية في إيطاليا وفي فرنسا فهي ثاني وجبة مفضلة لدى الفرنسيين، لكن لكل دولة من هذه الدول طريقة طهي تختلف عن الأخرى.
يؤكل الكسكس، أما حلو بإضافة الزبيب وجوز الهند والمكسرات - كما في مصر، أو حادق مضاف إليه الخضروات واللحم كما في باقي دول شمال إفريقيا.
في كتابه "جمهرة اللغة" ذكر العلامة بن دريد في القرن الثالث الهجري وجبة "الكسكس"، وقال إنها مصنوعة من حبيبات دقيق القمح أو الذرة ويتم تناولها أما باليد أو الملاعق.
في ديسمبر من العام الماضي وخلال الدورة الـ 15 لليونسكو تم إدراج الكسكس والمعارف الخاصة بإنتاجه واستهلاكه ضمن قائمة التراث اللامادي الإنساني لدول المغرب العربي (تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا).
يقال إن أصل كلمة "كسكس" أو "كسكسي" هو أمازيغي، لذلك تنتشر الأكلة بين أمازيغ شمال إفريقيا، وكانت منتشرة بين السكان الأصليين لشمال إفريقيا قبل تقسيمها إلى دول.
وتشير اكتشافات إلى أن الأكلة تعود ربما للقرن الثالث قبل الميلاد، حيث تم العثور على أواني طبخ تشبه تلك المستخدمة في تحضير الكسكسي في مقابر تعود إلى فترة الملك ماسينيسا (238 ق.م-148 ق.م)، موحد مملكة نوميديا وعاصمتها سيرتا (قسنطينة اليوم) وكانت تضم شمال الجزائر ومناطق من تونس وليبيا إلى نهر ملوية المغرب.
وقال المؤلف الحسن الوزان (1494-1554) "عرف البربر بلبس البرنوس وحلق الرأس وأكل الكسكسي".
وذكر رحالة ومؤرخون كثر الكسكسي في أعمالهم، منهم المؤرخ الفرنسي "شارل أندري" جوليان (1891-1991) في كتابه "تاريخ شمال إفريقيا"، وقال المؤرخ الفرنسي "اشتهر البربر في كل العصور بقوة بنيتهم وطول أعمارهم، وكان الفلاحون يأكلون الكسكسي منذ ذلك العهد (الروماني)، كان الكسكس من الوجبات الأساسية اليومية في الكثير من المناطق الشمال إفريقيا إلا أن مكانته تراجعت في العقود الأخيرة بعد أن اتجه الذوق نحو تنويع الأكلات، ويصنع الكسكس من سميد القمح الصلب أو من الشعير أو من الذرة البيضاء، ويتم إعداده عن طريق طبخه في إناء مثقب، يسمى الكسكاس أو الرقاب، بوضعه فوق إناء يغلي بحيث يطبخ الكسكس ببخار الماء أو بخار الطبيخ".
All rights reserved. food today eg © 2022