يحظى المطبخ المصري بمكانة متميزة في قلوب الأجانب، الذين يفضلون الكثير من الأطعمة المصرية، ويتحدثون عنها عند عودتهم إلى بلادهم، ولا تكاد تمر مناسبة دون التطرق إلى الحديث عن العسل الأبيض المصري، الذي يعتبر ضمن الأجود عالميًا.
العرق الأساسي
وقالت منظمة "سلو فوود" المهتمة بتوثيق الطعام المحلي، إنه عند الحديث عن تطور سلالات نحل العسل، يلعب نحل العسل المصري (Apis mellifera lamarckii) دورًا مهمًا، ويُنظر إليه على أنه "العرق الأساسي"، حيث تنطلق منه جميع سلالات نحل العسل الأصفر في إفريقيا والشرق وأيضًا نحل العسل الإيطالي.
وترى"سلو فوود" أن النحلة المصرية هي نحلة صغيرة جدًا، لها خاصية النحافة الشديدة التي تتميز بها سلالة جنوب الصحراء، كما أنها قصيرة اللسان والأجنحة والأرجل.
عسل الفراعنة
وقالت إن الرسوم والجداريات تشير إلى أن عسل النحل المصري يعود تاريخه إلى 2600 قبل الميلاد، ومن المعروف أن المناحل التي كانت تدار آنذاك باستخدام تقنية هي لاتزال تمارس في مصر حتى اليوم.
كما أن مصر لها تاريخ طويل في تربية النحل، حيث تم شحن مستعمرات هذا النحل إلى ألمانيا وإنجلترا وأمريكا الشمالية في وقت مبكر من ستينيات القرن التاسع عشر. وفي برلين، تأسست "جمعية التأقلم" أو acclimatization association في عام 1864 بهدف خاص هو استيراد النحل من مصر.
كان سبب هذه الحماسة في عالم تربية النحل هو لون هذه النحلة: شعر أبيض لامع، "فضي" على الصدر والبطن، وشرائط نحاسية صفراء زاهية مع هوامش سوداء لامعة على البطن، هذا العرق ملون بشكل جميل ويعتبر سلوكًا جيدًا لتربية النحل.
النحل المصري في أوروبا
يقتصر الموطن الأصلي لنحل العسل المصري على وادي النيل المصري الضيق، لكن تم تهجيرها في كثير من مداها الأصلي من خلال الاستيراد المتعمد وانتشار الأنواع الفرعية الأوروبية.
وانتشر نحل عسل كارنيولان (A. m. carnica، موطنه أوروبا الشرقية والبلقان) في معدات تربية النحل الحديثة، وأنتجت برامج التربية باستخدام نحل كارنيولان نحلًا متسامحًا مع الظروف المصرية.
كما أنه كان هناك اهتمام متزايد لاستخدام السلالات المحلية لمصر، لتكيفها مع الظروف المناخية وإمكانية أنها مثل الأنواع الفرعية الإفريقية الأخرى.