«محبوس في مرايتي».. أول حملة لـ«اضطراب الأكل» في مصر «ممكن تكون مصاب بها ومتعرفش»

توصلت مئات الأبحاث إلى أن أي وصمة مرتبطة بالوزن والرفض الاجتماعي وسوء معاملة الأفراد الأكثر سمنة، ترتبط بشكل وثيق باضطرابات الأكل، فالتعرّض لمضايقات بسبب زيادة الوزن يرتبط بالإسراف فى الأكل والسلوكيات غير الصحية في الحفاظ على الوزن لدى الشباب، وزيادة معدلات اتباع الحميات الغذائية لدى الفتيات، التي قد تفشل أحيانا إن لم يصلن فيها للنتيجة المرغوبة.

وتظل الحلقة مفرغة، سخرية تؤثر نفسيا بالسلب، ورجيم غير منضبط يؤدي لنتيجة غير مجدية، فاضطراب وشره في الأكل، والنتيجة تكون زيادة في الوزن مرة أخرى، والأمر كله نفسي في المقام الأول قبل أن يكون عضوي، وهو ما استوقف 3 طالبات من كلية إعلام جامعة مصر، وقررن أن يكون موضوع اضطراب الأكل هو مشروع تخرجهن، حملة هي الأولى من نوعها في مصر للتوعية بمرض اضطراب الأكل، فما هي تلك الحملة؟ وما الذي توصلن إليه؟، هذا ما سنعرفه في هذا التقرير.

بداية الحملة من الجامعة إلى خارجها

أطلقت الطالبات إنجي عاطف وسلمى السرتي وفرح إسماعيل، الحملة ضمن مشروع تخرجهم من كلية إعلام جامعة مصر MSA، للتوعية من مخاطر مرض اضطرابات الطعام، تحت شعار "اختيارك قرارك"، واختارت الطالبات الثلاث مضمونا يجسد خطورة هذا المرض وما قد ينتج عنه من متاعب صحية على المدى البعيد، اعتمادا على مصادر علمية موثقة، فضلا عن تقديم آراء المتخصصين في هذا الشأن، ولم يعتمدن في تلك الحملة على طلاب جامعتهن فقط، بل خرجن إلى كل وسائل الإعلام المتاحة ليكون للحملة الأثر الأكبر على محيط أوسع.

الاضطراب لا علاقه له بالسمنة

قالت سلمى أثناء مشاركتها بإحدى البرامج: "إن حملة (محبوس في مرايتي) تعتبر أولى الحملات من نوعها في مصر، وهدفنا فيها نشر الوعي عن اضطرابات الأكل، التي لا علاقة لها بالسمنة كما يظن البعض، وأن لها أنواعًا كثيرة، وهى عبارة عن مرض نفسي وليس عضوي".

مضطربين ومايعرفوش

وتابعت طالبة كلية الإعلام: "قمنا بالحملة واكتشفنا أن كثيرين يعانون من اضطرابات الأكل دون أن يكون لديهم علم بذلك، وبالتالي وضحنا سبل معرفة هذا المرض وكيفية التعامل معه، وهناك تفاعل كبير من قبل المستهدفين من خلال الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحصلنا على دعم كثير من الأطباء النفسيين وأطباء التغذية الذين أعلنوا استعدادهم لمساعدة أي شخص يعاني من أعراض الاضطراب في الطعام".

أيه هو اضطراب أو شره الطعام؟

هو تناول كميات كبيرة جدًا من الأكل في فترة زمنية قصيرة، والشعور بعدم القدرة على التوقف رغم عدم احساسه بالجوع، فيما يشعر الشخص بعد ذلك بالحرج، متحديًا نفسه بضرورة التوقف لكن دون جدوى، ولا يقاوم رغبته في الأكل مهما حاول.

ليه الحملة الأولى من نوعها في مصر؟

تعتبر حملة "بنات إعلام" من أولى الحملات للتوعية في هذا الشأن، لأنه موضوع اضطرابات الطعام، من الموضوعات المهملة في مصر، وكثير من المصريين لا يعلمون عنه شيئا، بل يتعامل البعض معه باستخفاف أو كأن لا يوجد شيء من الأساس، وهو ما شجعهن على رغبتهن في زيادة الوعي حولهن، بدءًا من أنواعه وأسبابه حتى عوامل الخطورة أو عواقب الإصابة باضطرابات الأكل، والأهم كيفيه علاجه، لذلك اختارت الطالبات "اختيارك قرارك" شعارًا للحملة، باعتبار أن وعيهم قرار وبداية لرحلة شفاء من هذا المرض.

نيلي شمس تدعم الحملة وتصفها بالخطيرة

قالت دكتورة نيللي شمس استشاري التغذية والسمنة والنحافة، إن حوالي 70مليون شخص حول العالم يعانون من أمراض اضطراب الطعام، وهو واحد من الأمراض المخيفه التي قد يعاني منها شخص قريب منك وأنت لاتعلم ذلك، أو ربما تعاني أنت منها شخصيًا، دون أن تعلم أيضًا.

وعرفت د.نيلي اضطراب الطعام حسب وصفها، بأنه علاقة غير سوية، إما بطعامنا أو بشكل أجسامنا، موجه النصيحة لكل من يعاني من أعراض كالأكل بكميات كبيرة دون داعي، أو رفض شكل الجسم والإحساس بالمقارنة المستمرة مع المحيطين، بضرورة التوجه إلى طبيب يعالج معه تلك الأزمة التي وصفتها بالـ "الخطيرة".