رموش الست.. وقصة ظهورها
أحد أشهر الحلوى المعروفة في بيوت
المصريين، ولها طعم مختلف عن أي حلوى أخرى، معروفة في أشهر المحلات بنفس اسمها
"رموش الست"، لم يجتهد أحد في تغيير اسمها، ولكن هل كنت تتخيل أن محاولة
للغزل هي السبب وراء واحدة من أحلى الحلويات التي يحبها أغلبنا "رموش
الست"؟!، وأنها في الأساس أكلة ليست مصرية؟، بخلاف أن أغلب الحلويات جاءت
إلينا من دول مختلفة، ففي "Food Today" سنخبرك
بأصل تلك "الرموش"، ولماذا سُميت بهذا الاسم.
نكتة في حفلة:
تعود تسميتها بهذا الاسم إلى قصة طريفة من
أيام الحاكم "بربر أغا" حاكم طرابلس، والذي عرف عنه إقامة الكثير من
الحفلات والولائم التي يقدم خلالها لضيوفه أشهى الحلويات والمأكولات، وفي إحدى
المرات كان من بين حضور الحفل نساء جميلات من علية القوم، وكذلك بعض الرجال الذين
عُرف عنهم خفة الظل وإلقاء النكات خلال الجلسة، وبينما كان يدخل الخدم حاملين
الحلوى المصنوعة على شكل العين برموش، أعجب بها أحد الظرفاء من الحضور، وطلب من
الحاكم أن يُطلق عليها (رموش الست).
بصمة المصريين لرموش الست:
علي الشربيني، المتخصص في شئون وتاريخ
المطبخ المصري، يحكى عن تلك الحلوى واشتهارها في بلاد الشام منذ ذلك الوقت، إلا
أنها انتقلت إلى مصر من خلال الرحلات التجارية بين المصريين والعرب، وتغيرت الأكلة
فى المطبخ المصري بعض الشيء، فمعروف أننا لا نترك شيئا إلا وأضفنا عليه بصمتنا
الخاصة، فأضفنا إليها المكسرات المختلفة والقشدة التي أعطتها طعمًا مميزًا، ومن
هنا أصبحت أحد الضيوف على موائد المصريين في مختلف المناسبات العائلية.
أصابع زينب.. والروايات حول تسميتها
الحقيقة أغلبنا لا
يعلم من تلك "زينب"، التي نأكل أصابعها بكل هذا الحب والاستمتاع؟،
روايات عديدة، تنبع كلها من ثقافة الأساطير، ترتبط بحلوى "أصابع زينب"
في مصر، حيث الموطن الأصلي لكل الحكايات والأساطير، كنا ومازلنا شعب يحب الحواديت،
وسوف نخبرك في "Food Today" بأغرب ثلاثة قصص انتشرت بين المصريين عن أصل أصابع فتاة كانت
تدعى زينب أصبحت واحدة من أشهى الحلويات على الموائد العربية وفي مصر بالتحديد.
ترحيب
بالسيدة زينب وبشجاعتها
القصة الأولى تبدأ من منطقة السيدة زينب،
الأخت الكبرى للإمام الحسين ابن الإمام على بن أبى طالب، زوج فاطمة ابنة النبي
محمد عليه السلام، أنها حين أثناء زيارتها مصر، قُدمت لها هذه الحلوى كنوع من حسن
الاستقبال، فحسب الروايات، حين استشهد والدها علي ابن أبي طالب في معركة كربلاء
كان عمرها 4 سنوات، وبمجرد أن عادت جثة أبيها سارعت لاحتضانها وتمسكت به وهي تبكي
وترفض أن تتركه، فقام جنود معاوية بن أبي سفيان بضرب أصابعها بالسيوف كي يبعدوها
عن أبيها لتصبح تلك القصة حديث الجميع عن أصابع زينب التي ضربها الجنود، ومن هنا
سميت الحلوى على اسم القصة تخليدًا لذكرى موقف تشبث زينب بوالدها رغم ما حدث
بأصابعها، ومنذ ذلك اليوم سُميت تلك الحلوى على اسمها الغالي.
حلوى في قصر الظاهر بيبرس
أما القصة الثانية، فتداولها البعض على أنها
تعود إلى العام 1260 ميلادية، عن معركة عين جالوت، التى دارت بين المسلمين
والمغول، وانتصر فيها الظاهر بيبرس. وعقب عودته من المعركة، استقبله المصريون في
احتفال مهيب، فأمر الطباخين بتحضير الحلوى، وتوزيعها على الشعب، غير أنه فوجئ بأن
هناك نوعًا من الحلوى على شكل أصابع صغيرة، ومذاقه طيب للغاية، فطلب إحضار كبير
الطباخين بالقصر، لسؤاله عن هذا النوع، فارتبك الطباخ ظنًا بأن الحلوى لم تحظ برضى
بيربس، ليقول له إنها "أصابع زينب" الطباخة بالقصر، وهنا أمر بيبرس
بحضور زينب، وبينما كان يعتقد الجميع أنها ستُعاقب، أمر بيبرس بمكافأة لها، ومن
يومها أصبحت تُعرف تلك الحلوى بهذا الاسم قبل أن يتحول بالعامية المصرية إلى
"صوابع زينب".
محاولة لإنجاح قصة حب
فيما كانت القصة الثالثة، تداولتها بعض
الأحياء الشعبية وهي أن شابًا أحب فتاة كانت مغرمة بطهى الحلويات اسمها زينب، لكن
أسرته ترددت فى قبول زواجه منها، فابتكرت حلوى، وقدمتها لهم كنوع من الود من أجل
الموافقة، وأُعجبت الأسرة بهذه الحلوى، فأطلقوا عليها اسم "أصابع زينب"،
لتنتشر بعدها في مصر بعد ذلك.