لم تكن الملوخية طعاما عاديا، بل كانت مسار جدل تاريخي طويل، فقد أجبر
الهكسوس المصريين على تناولها معتقدين أنها نبات سام، وحرمها الحاكم بأمر الله على
العامة، واعتبرها أكلة ملكية.
متى عرف العالم الملوخية
اكتشفت الملوخية لأول مرة في العالم على ضفاف النيل منذ قديم الزمان، وبحسب «بلينوس»، الذي عاش في القرن الأول بعد الميلاد، قال إن الملوخية كانت تؤكل في زمانه بالإسكندرية.
تعددت الروايات وراء تسميتها، ومنها أن الملوخية كانت نبات قديم في عهد الفراعنة، وكان يسمى «خية» واعتقد المصريون أنها نبتة سامة، وعندما دخل الهكسوس مصر أجبروا المصريين على تناولها فكانوا يقولون لهم: «ملو – خية» أي كلوا «خية».
بعد أن تناولها المصريين وظنوا أنهم ميتون لا محالة اكتشفوا أنها غير سامة، وأنها تصلح للأكل وأعجبهم طعمها واستمرت حتى الآن.
أكلة الملوك
دخل القائد جوهر
الصقلي مصر عام 973 م، وأقام الخليفة المعز لدين الله الفاطمي فيها، وكان يشكو من
التهابات في المعدة، فوصف له الأطباء علاجًا من أوراق نبات "الكوريت"
المعروف الآن باسم الملوخية.
أمر الخليفة بأن تزرع بعض شجيراته في حدائق القاهرة حتى يستطيع استعمالها كلما احتاج لها، وعرف نبات "الكوريت" باسم "الملوكية" كونها أكلة خاصة بالملوك، واعتبرت لفترة طويلة مقتصرة على الأمراء وعلية القوم.
منع الملوخية
عام 1805 وتحديدا في زمن الخليفة الحاكم بأمر الله، أصدر أمرًا بمنع أكل الملوخية على عامة الناس، وجعلها حكرًا على الأمراء والملوك فسميت «الملوكية» ثم حرف هذا الاسم إلى اسم «الملوخية»، وقام المصريين بتهريب الملوخية وزراعتها بالأماكن النائية، وبعد موت الحاكم بأمر الله، عاد المصريين لتناول الملوخية.
تخزين
وبيع الملوخية
طن الملوخية الخام يُنتج 1300 كيلو جرام معبأ في «أكياس»، إذ تضاف إليها المياه عند التخزين كمادة أساسية، وتستحوذ على نسبة 15% من صادرات عدد كبير من مصدري الخضروات المجمدة، وأهم البلدان المستوردة للملوخية "بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية"، وجميع الدول العربية.