على الرغم من أن
السوشي نشأ في جنوب شرق آسيا منذ عدة قرون، إلا أنه اليوم يتم الاستمتاع به في جميع أنحاء
العالم، وقد كان السوشي أو الناريزوشي وسيلة لحفظ الأسماك عن طريق
تعبئتها بالملح، وفي وقت لاحق كان عبارة عن
مزيج من الأرز والسمك والخل والساكي أو طحالب السمك التي تُركت تحت الحجارة الكبيرة لتتخمر
وتكون جاهزة للأكل، ووفقًا لـ Eat-Japan، سرعان ما أصبح السوشي شائعًا لدى الباعة الجائلين، وكان يُعتبر من
الوجبات السريعة.
ولكن كيف تحول السوشي من كونه طعامًا يقدم في الشارع مع الباعة المتجولين إلى كونه طعامًا شهيًا شهيرًا غزا جميع أنحاء العالم؟، وما
سر زلزال كانتو الذي تسبب في هذا التحول؟.
السوشي من طعام
الشارع إلى الأكل الفاخر
في 1 سبتمبر
1923، ضرب زلزال كانتو الكبير اليابان، تلاه تسونامي بارتفاع 40 قدمًا، كما توضح
مجلة سميثسونيان، وقد تضررت مدينتا يوكوهاما وطوكيو بشدة أولاً من الزلزال، ثم من التسونامي،
ولكن لكل كارثة جانب مشرق، فوقفًا لـ Eat-Japan، انخفضت أسعار العقارات بعد الزلزال لدرجة أن بائعي السوشي كانوا قادرين
على شراء المزيد من المواقع والمحال الدائمة، بدلًا من عربات التجول الصغيرة التي
كان يقدم فيها السوشي كطعام شارع شعبي.
وهكذا تحول السوشي من تقديمه من قبل البائعين في
الشوارع إلى تقديمه من قبل الطهاة في المطاعم، حتى وصل إلينا بشكله الحالي.
طرق تطور السوشي وانتشاره
وبحلول ستينيات
القرن الماضي، وصل السوشي إلى الولايات المتحدة، بولاية لوس أنجلوس عام 1970، وشهد
انتشارًا كبيرًا بين الناس خاصة من المشاهير الذي احتفلوا بهذه الثقافة الجديدة من
الطعام، وظهرت تلك الأكلة للمرة الأولى في فيلم "نادي الإفطار" عام 1980، فيما شهدت الولايات المتحدة أول مطعم سوشي
باسم "سوكي ياكي"، والذي لاقى شهرة واسعة لدى الكثيرين لغرابة الأطعمة المقدمة
هناك، وكانت النساء يقدمن الأطعمة مرتدين زي الكيمونو.
السوشي في مصر
قبل نحو 10 سنوات
كانت مطاعم السوشي قليلة جداً في مصر، ولا تتجاوز الـ 5 ، والآن تجاوز عددها إلى أكثر
من 100 مطعم، حيث ساهمت اللمسة المصرية في جذب الزبائن وإقبالهم على تجربتها، إلا أن
ثقافة تجربة كل ماهو مختلف كانت وراء افتتاح مطعم تلو الأخر لتقديم السوشي، خصوصًا
من أصحابها الذين كانوا يعيشون لفترة في الصين أو اليابان، وكان أشهرهم في مصر مطعم
"موري سوشي" منذ 10 سنوات تقريبًا.
